اعلان 1

javascript:void(0)

الأربعاء، 9 مايو 2012

إسرائيل تتمادى بمعاقبة الأسرى.. والإضراب مستمر

غزة/ عبد الله التركماني- محمد أبو شحمة

لا تزال الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية في تدهور مستمر، مع دخول اليوم الـ(19) لإضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام بشكل مفتوح، رغم تردي الحالة الصحية للعشرات منهم، وفي ظل الإجراءات الإسرائيلية والانتهاكات المستمرة بحقهم في محاولة من إدارة السجون لردع إرادة الأسرى وطمث حقوقهم.

وأكد أسرى حركة حماس في سجن النقب، أن إدارة السجن أقدمت على قمع عشرات الأسرى المضربين عن الطعام وعزلهم عن العالم الخارجي بهدف الاستفراد والتنكيل بهم وممارسة الجريمة المنظمة بحقهم مستغلين حالة الخطر والمنع التعسفي الذي تمارسه إدارة مصلحة السجون من خلال منع رجال الإعلام والمحامين من زيارتهم والاطلاع على أوضاعهم.

ونقلت وزارة الأسرى والمحررين بغزة عن الأسرى قولهم: "إن إدارة سجن النقب أقدمت على عزل نحو 30 أسيراً مضرباً عن الطعام ونقلهم خارج الأقسام مع مصادرة جميع ممتلكاتهم وحرمانهم من كل حقوقهم وعزلهم بشكل كلي عن العالم الخارجي".

وأضاف الأسرى: "إن حالات مرضية حرجة من بين هؤلاء المضربين سيمتنعون خلال 48 ساعة بشكل كلي عن الدواء لأنهم لا يستطيعون تناوله في حالة الإضراب".

وناشد الأسرى مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية بالتحرك فوراً لإنقاذ حياتهم مع التأكيد على عدم التأخير والإسراع في إنقاذهم لأن التأخير سيشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.

وأوضح البيان أن الأسرى المرضى أقدموا على المجازفة بصحتهم والمخاطرة بحياتهم تلبية لنداء الواجب وإسناداً نوعياً لهذه المعركة الإنسانية العادلة أملا في أن يسهم وضعهم الصحي الحرج بتحريك ذوي الضمائر والحقوقيين والإعلاميين للوقوف بجدية أكبر مع هذه الملحمة الأخلاقية، وإيماناً منهم بأن إضرابهم سيشكل ضغطاً نوعيا وتحدياً رئيساً لإدارة مصلحة السجون في محاولة لإجبارهم على الاستجابة الفورية لمطالب الحركة الأسيرة.

ردود إسرائيلية
إلى ذلك، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين في رام الله عيسى قراقع: "إن اللجنة المكلفة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية بدراسة مطالب المعتقلين برئاسة ضابط سابق في مصلحة السجون "جباي" بدأت بإبلاغ الأسرى بردودها على مطالبهم التي طرحوها من أجل تحسين شروط حياتهم الإنسانية، في حين أن الأسرى يدرسون هذه الردود ولم يردوا عليها بعد".

وأشار قراقع إلى أن لجنة إدارة السجون توجهت الخميس الماضي إلى سجن "هداريم"، وإلى سجن "شطة" وأبلغت ممثلي الأسرى بردودها وأنها بصدد الذهاب إلى كافة السجون لإبلاغهم بالرد، موضحاً أن ردود إدارة السجون تنقسم إلى قسمين: القسم الأول مطالب تم الموافقة عليها مباشرة، والقسم الثاني تأجيل الرد لحين دراسة ذلك خلال فترة قصيرة.

ولخص قراقع ردود إدارة السجون على عدد من المطالب التي طرحها الأسرى وهي زيارات أسرى قطاع غزة، وتأجيل الرد لمدة أسبوعين بحجة إجراء الترتيبات لذلك مع الجهات المختصة منها الجيش والصليب الأحمر الدولي.

وعن قضية المعزولين، أوضح قراقع أنه تم التوافق على تشكيل لجنة من قبل مصلحة السجون وجهاز "الأمن" تجتمع مرة كل شهر وتناقش 4 أسماء في كل شهر لبحث موضوع عزلهم وخروجهم إلى أقسام عزل جماعية ومفتوحة.

وذكر أن من ضمن ردود إدارة السجون على مطالب الأسرى، السماح بالاتصال التلفوني للأسير مرة كل شهر، وزيادة مبلغ الكنتين 400 شيقل شهرياً بدل 300، السماح بإعادة ثلاث محطات فضائية هي BBC2 وأبو ظبي وروتانا سينما، والسماح بالتصوير مع الأهل مرة كل خمس سنوات وليس مرة واحدة في العمر كما كان سابقاً، وتشكيل لجنة لدراسة الحالات الممنوعة من الزيارة من سكان الضفة الغربية لإيجاد حلول لها.

وتابع: "السماح بتجميع الأشقاء أو الآباء مع أبنائهم في سجن واحد، والسماح بزيارات مفتوحة ودون شبك للحالات الإنسانية من الأهل، والسماح لأي أسير سابق من الدرجة الأولى بالزيارات، وتحسين موضوع الكنتين من حيث توفير الأغراض الناقصة بما فيها الفواكه والخضار وتشكيل لجنة لفحص غلاء الأسعار بحيث تتناسب أسعار الكنتين مع أسعار السوق".

مقابلة المحامين
من جانبه، اشتكت منظمات حقوق الإنسان خلال رسالة قامت بإرسالها إلى المستشار القضائي لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية عبر مركز عدالة الحقوقي، من منع إدارة السجون زيارة محامي الأسرى المضربين لموكليهم، مشترطين توقفهم عن الإضراب قبل تحقيق ذلك.

كما هددت منظمات حقوق الإنسان بتقديم التماس للمحكمة الإسرائيلية العليا إذا لم يتم ترتيب الموضوع والسماح للأسرى بمقابلة محاميهم دون أي اشتراطات من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.

وفي ذات الشأن، ووفقاً لمنظمة "أطباء بلا حدود" فإنه ما زال هناك خطر يتهدد حياة أربعة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام ومضى على إضرابهم من 59 إلى 67 يوماً وهم في إضراب متواصل.

وبحسب المنظمة هم "بلال ذياب" و"ثائر حلاحلة" و"عمر أبو شلالط و"محمد سرسك" من قطاع غزة، حيث يحتج عن تصنيفه كمقاتل غير شرعي من قبل السلطات الإسرائيلية، علما أن المنظمة أضافت للقائمة، الجمعة 4-5-2012، أسماء أخرى من الأسرى المضربين الطعام والذي يدخلون مرحلة الخطر على حياتهم نتيجة الإضراب.

وفي السياق ذاته، أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان" أن الإهمال الطبي يهدد الأسير هاني أبو السباع (40 عاماً) من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بفقدانه حاسة السمع، حيث إن حالته الصحية صعبة بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج المناسب له.

وأوضح المركز في بيان له تلقت "فلسطين" نسخة عنه، أن الأسير يعاني من وجود حصى في الكلى والتهابات حادة في جسمه، ويعاني من كسر في قدمه اليسرى بسبب ما تعرض له من تعذيب أثناء التحقيق.

وبين أن مصلحة السجون لا تراعي صعوبة حالته الصحية، حيث ينقل إلى مستشفى السجن وهو مقيد اليدين، مشيراً إلى أن هذا الأمر أثار غضب رئيس قسم الأشعة في مستشفى "تشعار أدسيدك" في القدس المحتلة، حيث طلبت من الحرس المرافقين للأسير بفك قيده لإجراء صورة الأشعة لكنهم رفضوا ذلك.

وذكر مركز "أحرار" أن الأسير أبو سباع محروم من زيارة زوجته بحجة أنه ممنوع أمنياً، كما أن السجانين يعاقبونه بحجه نشاطه داخل السجن.

ارتكاب حماقات
من جهتها، حذرت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ارتكاب حماقات وجرائم بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وخاصة المضربين.

وقالت لجنة الأسرى في بيان وصلت "فلسطين" نسخة عنه: "إن الأسرى يتعرضون داخل السجون إلى ممارسات وانتهاكات ترقى لجرائم حرب وخاصة ما يحدث مع الأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب المضربين عن الطعام منذ أكثر من (68) يوما، تنديدا واحتجاجا على السياسات العنصرية الإسرائيلية في حرمان الأسرى من أبسط حقوقهم الإنسانية".

وأفادت اللجنة أن الأسير ذياب قد أغمي عليه في قاعة المحكمة الإسرائيلية نتيجة لحالته الصحية المتردية بفعل السياسات الإسرائيلية والإضراب عن الطعام الذي لجأ إليه الأسرى كسلاح وحيد لانتزاع حقوقهم الإنسانية من أنياب السجان الإسرائيلي.

وحذرت لجنة الأسرى الاحتلال الإسرائيلي من المضي في ارتكاب الحماقات العنصرية بحق الأسرى، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد أي أسير فلسطيني وعما ستؤول إليه الأوضاع في السجون نتيجة لتعنت إدارة السجون الإسرائيلية ورفضها الرضوخ لمطالب وشروط الأسرى في حياة كريمة.

وأشارت إلى أن فعاليات خيمة الإضراب المفتوح عن الطعام والتي أقامتها بساحة الجندي المجهول مستمرة متى استمر الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام حتى إحقاق حقوقهم الإنسانية في الحرية والحياة الكريمة.

ودعت اللجنة إلى التفاعل رسمي وفصائلي وجماهيري واسع مع فعاليات خيمة الإضراب عن الطعام في ساحة الجندي المجهول دعما وإسنادا للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

قلق أممي
بدورها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها وانزعاجها البالغين إزاء الانتهاكات المستمرة التي يتعرّض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل إضرابهم المفتوح عن الطعام للأسبوع الثالث على التوالي.

وأكّد منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، في تصريحات صحفية ، نشرتها وسائل إعلام أممية، أن الأمم المتحدة تتابع أحوال الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وكافّة قضاياهم، فيما تطرّق بشكل خاص لأوضاع المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام.

ودعا المسؤول الأممي السلطات الإسرائيلية إلى الامتثال لتعهداتها القانونية وفق القانون الدولي ولضمان الحفاظ على صحة الأسرى الفلسطينيين.

وتشير التقارير الأممية إلى أن سلطات الاحتلال تتخذ إجراءات عقابية ضد الأسرى المضربين عن الطعام، بما في ذلك حرمانهم من زيارة محاميهم وذويهم ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية وعزلهم الانفرادي.

تضامن عربي
وفي القاهرة، نظمت سفارة دولة فلسطين بجمهورية مصر العربية فعالية فنية تضامنية مع الأسرى؛ حيث قام 12 فنانا تشكيليا عربيا بتنفيذ جدارية فنية بعنوان "التضامن العربي الدولي مع الأسرى الفلسطينيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

ونفذت الجدارية بمقر السفارة على قطعة من القماش بطول مترين وعرض 12 مترا، وبمشاركة من التنظيمات الشعبية الفلسطينية وموظفي سفارة فلسطين والمندوبية الدائمة لدى الجامعة العربية، وبمشاركة شعبية واسعة من أبناء الجالية الفلسطينية في مصر والمصريين والعرب المتضامنين مع القضية الفلسطينية والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال سفير فلسطين بالقاهرة بركات الفرا في كلمته :"إن هذه الجدارية التضامنية مع أسرانا البواسل تمثل جزءًا من تضامننا معهم في سجون الاحتلال، وهي رسالة منا لهم لنقول إننا معهم ونتلمس آمالهم وعهدا منا أننا سنظل أوفياء وستظل قضيتهم مرفوعة حتى نوصلها للعالم أجمع في كل مكان حتى تتحقق لهم الحرية المنشودة".

وأضاف :"نقول لـ(إسرائيل) الطاغية إن الظلم لا يدوم ولن تدوم عربدتها على شعبنا الأعزل لتحرمنا من حقنا في الحياة، وسنظل نناضل حتى يتحرر وطننا الغالي وتقوم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويتحرر أسرانا البواسل كافة.

وصرح الفرا أنه بناء على طلب فلسطين تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية الأحد المقبل لبحث سبل دعم الأسرى في سجون الاحتلال.

وقام كل من الفنان أحمد إسماعيل، وغانم دياب الدين، والفنانة لطيفة يوسف من فلسطين، بجانب الفنان حميد الأكوع من اليمن، والفنانين وليد فاروق، وهيثم عبد ربه من السودان، ومن مصر أحمد غوبيه، بتنفيذ تصميماتهم الفنية عبر ريشتهم وباستحضار أفكار من وحي اللحظة تشد على أزر الأسرى الفلسطينيين بريشتهم التي شهدت إقبالا جماهيريا وإعلاميا ملحوظا.

كما أكدت الفنانة التشكيلية لطيفة يوسف والمستشار الثقافي للمركز الإعلامي للسفارة عن سعادتها بعقد هذه الفعالية تكملة لفعاليات السفارة على المستوى الرسمي والشعبي إحياء لذكرى يوم الأسير الفلسطيني.

وقالت: "مشاركتي اليوم مع الإخوة العرب تأتي كرد فعل تضامني مع أسرانا البواسل، فنحن نسعى لتسليط الضوء على معاناتهم بجداريتنا اليوم ولنلفت انتباه أحرار العالم للوقوف لجانب الأسرى لرفع معنوياتهم ومنحهم حقوقهم المشروعة بصفتهم أسرى حرب وليس كما يدعي الاحتلال".

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق