ابحاث علمية , تقرير علمي , تقرير عن سيناء , بحث عن سينا 2012
بحث عن سيناء المصريه
أرض الفيروز
بمناسبة عيدها القومي
25أبريل
شبه جزيرة سيناء
صحراوية في مصر بين البحر المتوسط وخليج السويس وقناة السويس
والبحر الأحمر وخليج العقبة.
تربط أفريقيا بآسيا عبر الحد
المشترك مع فلسطين شرقا.
ويحدها من الشرق فالق الوادي المتصدع الممتد من كينيا عبر القرن الأفريقي إلى جبال طوروس بتركيا. وهذا الفالق يتسع بمقدار 1 بوصة سنويا.
و مساحتها 60,088 كم2 ويسكنها 380,000 نسمة.
قاعدتها العريش
تنقسم إلى العريش في الشمال والتيه في الوسط والطور في الجنوب حيث الجبال العالية أهمها جبل موسى 2,285 متر وجبل القديسة كاترينا 2,638 متر (أعلى جبال في مصر) وفي هذا الجبال في دير سانت كاترين وكنيسة غنية بالآثار والمخطوطات بناها جوستنيان عام 527.
وتضم محافظتي شمال وجنوب سيناء.
تاريخ سيناء عبر العصور القديمة
تاريخ سيناء القديم
لا شك أن الوضع الجغرافي لسيناء كان له تأثيره علي التوزيع السكاني، بل من الملاحظ أنه كان له أيضا تأثير علي الاسم الذي أخذته سيناء. فهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة "سيناء "، فقد ذكر البعض أن معناها " الحجر " وقد أطلقت علي سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة " توشريت " أي أرض الجدب والعراء، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب. لكن المتفق عليه أن اسم سيناء، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء، مشتق من اسم الإله "سين " إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين، ثم وافقوا بينه وبين الإله " تحوت " إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. ومن خلال نقوش سرابيط الخادم والمغارة يتضح لنا أنه لم يكن هناك اسم خاص لسيناء، ولكن يشار إليها أحياناً بكلمة " بياوو" أي المناجم أو " بيا " فقط أي " المنجم "، وفي المصادر المصرية الآخري من عصر الدولة الحديثة يشار إلي سيناء باسم " خاست مفكات " وأحياناً "دومفكات" أي "مدرجات الفيروز".
جبل سيناءأما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني "الجبل"، وهذا يعني أن طور سيناء تعني " جبل القمر "، وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرض الطور اسم " ريثو " بينما يطلقون علي البدو في تلك المنطقة بصفة عامة اسم " عامو ليق ".
وقد ظل الغموض يكتنف تاريخ سيناء القديم حتي تمكن بتري Petri عام 1905 من اكتشاف اثني عشر نقشا عرفت " بالنقوش السينائية "، عليها أبجدية لم تكن معروفة في ذلك الوقت، وفي بعض حروفها تشابه كبير مع الهيروغليفية، وظلت هذه النقوش لغزا حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات جاردنر Gardinar من فك بعض رموز هذه الكتابة والتي أوضح أنها لم تكن سوي كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة في سيناء.
والواضح أنه خلال الدولة القديمة كانت هناك صلة بين سيناء ووادي النيل، ولعبت سيناء في ذلك التاريخ دورا مهما كما يتضح من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم. فقد كانت سيناء بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة، كما كان سكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" (أي أسياد الرمال)، وجنوبها وهم " المونيتو " الذين ينسبون لساميي اللغة، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي علي العشب التناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس، كما كانت الحملات الحربية تخرج من مصر في بعض الأحيان لتأديب بعض البدو في سيناء نتيجة الغارات التي كانوا يشنونها علي الدلتا.
وتدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر علي تل الحي ثم بير رومانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن " تل أبو سيفة "، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك سيتي الأول، الذي يقع الآن في منطقة قطية.
ولم تقتصر أهمية سيناء من الناحية التاريخية في تلك الفترة علي ما تسجله تلك النقوش، ولكن ارتبط اسمها أيضا بقصة خروج بني إسرائيل The Exidous من مصر وتجولهم في صحراء سيناء.
وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت فيها العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء Petra، وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط، وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز، لأن أسماء بعض ملوكهم كانت أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك. وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وعدنوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء.
كانت هناك حضارات مزدهرة في سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العمران. كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرض سيناء.
وإذا ما انتقلنا إلي العصر الإسلامي نجد أن عمرو بن العاص حينما قدم إلي مصر لفتحها قد سلك طريق حورس في شمال سيناء، فاستولي علي العريش، وتقدمت قواته ففتحت بولوزيوم أو الفرما، وبعدها تقدم إلي بلبيس التي كانت نقطة مهمة علي الطريق الذي يقطع سيناء إلي الشام.
[عدل] تاريخ سيناء في العصر الإسلامي
كان الفتح الإسلامي مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال إفريقيا فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب. فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي. وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين الأموي والعباسي، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين، نتيجة انهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس والأتراك.
وخلال فترة الحروب الصليبية تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين، حيث قام بلدوين الأول حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في وادي عربة للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي البحر الميت، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين من السيطرة علي وادي عربة بأكمله. وفي العام التالي (سنة 1116) خرج بلدوين في حملة أخرى، وسار حتى أيلة علي ساحل خليج، وشيد في أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم في الطريق البري للقوافل بين مصر والشام.
وتمكن بلدوين من تشييد قلعة في جزيرة فرعون الواقعة في مواجهة أيلة في خليج العقبة. وبذلك تمكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان دير سانت كاترين رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام الفاطميين في القاهرة، مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلي بيت المقدس.
واستمر بلدوين في استراتيجيته الرامية إلي السيطرة علي شبه جزيرة سيناء الطرق المؤدية إليها، فبني قلعة وادي موسى في عام 1117م، وفي العام التالي خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالي الذي يمر بشمال سيناء، ووصل إلي الفرما حيث أحرقها، وفي أثناء عودته أصيب بمرض، نتيجة تناوله لوجبة من السمك أدي إلي وفاته، وحمل جثمانه إلي القدس ليدفن بها.
وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين في عام 577هـ/ 1181م وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلي بلادهم لاستخدامها في صناعة السفن المعروفة بـ" الجلاب " التي تصنع من جذوع النخيل، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبي للسيطرة علي البحر الأحمر. إلا أن خطة رينالد في السيطرة علي سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التي قام بها الأيوبيون، وخاصة صلاح الدين الأيوبي في وقف حملات رينالد في البحر الأحمر والتي وصلت حتى عدن، وإسطول حسام الدين لؤلؤ، الذي دمر الإسطول الصليبي.
ومن الملاحظ أنه خلال تلك الفترة ازدياد عمليات تهرب القوافل من دفع الرسوم والعوايد مستغلة الاضطراب الناتج عن الوجود الصليبي في الشام، فكانت تلك القوافل تستخدم طرق التجارة بين مصر والشام غير المطروقة كالطريق "المدرية " ومعناه الطين اليابس، وسمي بهذا الاسم لقربه من النيل، كما استخدموا الطرق "البدرية أو الفوقانية " بعيدا عن الطريق الشمالي المعتاد هروباً من تهديد الصليبين، وكانت القوافل تقطع هذا الطريق في ثمانية أيام، كما كان هناك الطريق " البرية " الذي قطعه صلاح الدين الأيوبي أثناء هزيمة تل الصافية عام 573هـ/1177م.
وقد امتاز العصر الأيوبي بالاهتمام الملحوظ بتعمير سيناء نظرا لظروف الحروب الصليبية التي كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب، فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتعمير وإصلاح ميناء الطور عام 580هـ/1184م، فعمر المراكب والميناء، وبدأت تصله المراكب المحملة بالبضائع من اليمن، وهجر أصحاب المراكب مينائي عيذاب والقصير، وقد تبع ذلك أن صارت الغلال ترسل إلي الحجاز بصورة دورية ومنتظمة، وشجع ذلك حركة التجارة في البحر الأحمر(). وكان صلاح الدين الأيوبي قد تمكن من انتزاع ميناء إيلات من أيدي الصليبين في عام 566هـ/1170م، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته. كما قام الصالح نجم الدين أيوب في نهاية العصر الأيوبي ببناء بلدة الصالحية في " أرض السباخ " (امتداد سبخة البردويل) عام 644هـ/ 1246م لتكون محطة علي الطريق الموصل إلي الشام.
وتغير مركز سيناء ابتداء من القرن الرابع عشر الميلادي، فقد رأيناها منذ الفتح الإسلامي مجرد قنطرة تعبرها القبائل المختلفة من بلاد الحجاز والشام في طريقها إلي وادي النيل، لكنها منذ ذلك التاريخ صارت منطقة تلجأ إليها القبائل، بعد أن توقف تقريباً سيل الهجرات العربية إلي مصر في عصر المماليك، حيث تم عزل العناصر العربية سياسياً ولم يعد هناك ما يدعو الحكام الجدد أن يستعينوا بالقبائل العربية في الحكم حتي يشجعوا هجرتها إلي مصر.
ويعد العصر المملوكي بداية لمرحلة من الاستقرار في شبه جزيرة سيناء نتيجة لتوقف موجات الهجرة العربية، والاهتمام الملحوظ بطريق الحج إلي مكة والمدينة، فقام بيبرس البندقداري (658 – 676 هـ / 1260 – 1277م) بتمهيد طريق العقبة بعد فتح أيلة، فصار طريق السويس العقبة هو طريق الحج المصري(). كما أمنوا الطريق إلي الشام من غارات العربان لتأمين طريق البريد بين مصر والشام.
وقد نمت العريش في العصر المملوكي، فقال عنها القلقشندي أنها " مدينة ذات جامعين مفترق (أي أنهما بعيدين عن بعضهما البعض) وثمار وفواكه "، لكن أصابها التدهور في نهاية العصر المملوكي، حيث يذكر النابلسي خلال رحلته إلي مصر في تلك الفترة بأن العريش فيها " قلعة وزاوية، وبعض دور فناها خاوية". إلا أن السلطان المملوكي قانصوة الغوري (906 ـ 922هـ / 1501 ـ 1516م) قد اهتم بإنشاء القلاع في سيناء نظراً للأخطار التي كانت تحدق بدولته من ناحية الشرق وخاصة الخطر العثماني، ومن ثم انشأ قلعة نخل علي طريق الحج المصري وقلعة البغلة، ونقب العقبة.
وكان اهتمام الدولة المملوكية بسيناء يهدف إلي تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المحدقة بها ناحية الشرق، والتي كانت تتمثل حينذاك في بقايا الوجود الصليبي، بالإضافة إلي الخطر المغولي، كما حاولت من وراء إنشاء القلاع وترميمها علي طريق الحج أن تظهر بمظهر الدولة التي تؤمن لرعاياها المسلمين آداء فريضتهم الدينية، حيث أن مثل هذا العمل يظهر السلاطين في عيون رعاياهم بمظهر ديني يليق بالألقاب التي اتخذها بعضهم كلقب " خادم الحرمين الشريفين ".وشكرا ؟فاطمة
[عدل] تاريخ سيناء في العصر العثمانى
وتنهار دولة المماليك علي يد السلطان العثماني سليم الأول (1512 ـ1520) في عام 1517م، التي دخلت قواته مصر عبر سيناء، فأولي المنشآت العسكرية في سيناء أهمية خاصة لأهميتها الاستراتيجية، فبني قلعة العريش، ورمم قلعة نخل. ومرت سيناء خلال العصر العثماني بفترة من الهدوء، وإن كانت تقطعها بعض فترات الجفاف الذي كان يلجأ بسببه العربان إلي نهب القوافل وتهريب البضائع. لكن علي أية حال فقد راجت حركة التجارة بين مصر والشام، ولاشك أن هذا الرواج كان له أثره علي سكان سيناء الذين يقومون بنقل التجارة بين البلدين، حيث كان الطريق البري هو الطريق المفضل لنقل البضائع لرخص تكلفته من ناحية وسهولته من ناحية أخرى. فكان لاستخدام الطريق البري بين مصر والشام عدة نتائج علي سيناء، أهمها زيادة الاعتماد علي جمال عربان سيناء مما كان يحقق دخلاً للعربان القائمين بحركة النقل في سيناء، اهتمام الدولة بهذا الطريق وتأمينه مما كان يحقق أمن المسافرين والتجار. وكان طريق القوافل بين مصر والشام في العصر العثماني يبدأ من بركة الحاج فالخانقاه، فبلبيس، فغابة القرين، فالصالحية، فقطية، فالعريش، فخان يونس، فغزة.
[عدل] تاريخ سيناء في عهد الحملة الفرنسية
كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت حدا فاصلاً في تاريخ مصر الحديث، لكن من المؤكد أن تلك الحملة تركت أثرها الواضح علي وضع مصر في بؤرالاهتمام الأوربية، كما كان لها آثارها علي المجتمع المصري.
وما يهمنا هو وضع سيناء خلال السنوات القلائل التي قضتها تلك الحملة في مصر، تلك المعارك التي وقعت علي أرض سيناء بين القوات العثمانية والفرنسية، ومدي التأثير الذي تركته عليها. كانت بداية الاتصال بين الحملة وسيناء في إطار الأطماع التوسعية لنابليون عقب دخوله مصر، فقد كان يطمح في فتح الشام، ومن ثم كان لابد من استطلاع مناطق الحدود مع الشام، فأرسل الجنرال لوجرانج Lagrange في 23 ديسمبر 1798 لاستطلاع ساحل سيناء الواقع علي البحر المتوسط، كما أمره بإنشاء نقطة حصينة في قطية بالقرب من الحدود الشامية، لكن علي ما يبدو أن لوجرانج تعرض لغارات من قبل العربان في سيناء، لكن رغم هذه الغارات والمطر الشديد الذي واجهه هذا الجنرال فقد أتم ما أمره به قائده علي أكمل وجه، وأبلغ بونابرت في 17 يناير 1799 أنه تم بناء النقطة الحصينة في قطية، فجعلها نابليون محطة عسكرية ونقطة تجمع واستراحة لقواته.
وخلال الاستعدادات الفرنسية للحملة علي سوريا بحثوا عن الجمال اللازمة لحمل المؤن والذخائر، واستطاعوا الحصول علي عدد كبير من جمال قبيلة الترابين البقوم التي تعيش في سيناء، كما قاموا بجمع عدد كبير من الحمير والبغال من القاهرة والمناطق المحيطة بها.
وعلي الجانب الآخر كانت التقارير تصل إلي بونابرت، حول تحركات جيوش المماليك الذين فروا إلي الشام والعثمانيين، وتجمعهم بشكل متزايد في العريش، داخل الحدود المصرية، حيث كان أحمد باشا الجزار يستعد للهجوم علي القوات الفرنسية في مصر.
ووصل عدد كبير من فرقة الجنرال رينيه Reynier إلي قطية في الأيام الأولي من شهر فبراير 1799، ثم غادرها في 11 فبراير متوجها إلي العريش بهدف الاستيلاء عليها بناء علي أوامر من بونابرت، كما وصل كليبر بفرقته في اليوم نفسه حيث تولي قيادة القوات الفرنسية المتجهة إلي العريش، وبعد يومين ونصف وصلت تلك القوات إلي المساعيد التي تبعد عن العريش بمسافة خمسة أميال ونصف الميل.
واستولت الدهشة علي رينيه عند وصوله أمام العريش بعد زحف شاق في 8 فبراير 1799، لأنه لم يجد معسكرا كبيرا للعدو فحسب، بل وجد حصنا منيعا (قلعة العريش)، وكان هذا المعسكر يتألف من 600 فارس من العرب والترك والمماليك، ونحو 1200 من المشاة الألبانيين الذين أرسلهم الجزار، أما الحصن (القلعة) فيقع شمال غرب العريش، فهو بناء حجري مربع يقوم علي أبراج مثمنة أسواره ترتفع 30 قدما، كما كانت الممرات داخل المدينة محاطة بالبيوت الصغيرة، التي زادت من صعوبات رينيه.
وكانت بيوت العريش مبنية بالطوب النيئ ذات أسوار عالية، وشوارعها عريضة ومستقيمة، لكن في الحي القديم للمدينة كانت المسافات بين البيوت صغيرة والشوارع ضيقة، وهذا الوضع شكل عقبة كؤود أمام القوات الفرنسية، وأي قوة تحاول الاستيلاء علي العريش عن طريق المغامرة في الدخول إلي داخل المدينة بشوارعها الضيقة، فإنها ستتكبد خسائر فادحة، وحينما وصل بونابرت إلي العريش في 17 يناير 1799 وجد المدينة لم تسقط بعد في أيدي قواته، فلم يحسب نابليون حسابا للمسافة الصحراوية الطويلة التي سيقطعها في صحراء سيناء، حتى أن عددا من جنود كليبر " أقدموا علي الانتحار" بسبب ما لاقوه من طول المسافة ووعورتها حتى العريش.
وكان أول عمل قام به رينيه هو الاستيلاء علي العريش التي دافع عنها أهلها، لكن مصيرهم كان حد السيف أو السنكي، ثم وصلت قوات كليبر إلي العريش في 14 يناير 1799 فانضمت قواته إلي قوات رينيه، وعانت قوات رينيه من الجوع لأن العريش لم يكن لديها من الأقوات ما يمكن أن تقدمه للفرنسيين، فهي لم تتعد في ذلك الوقت كونها بلدة صغيرة تقع بين البحر والصحراء، لكن رغم هذا حاصر رينيه وكليبر الحصن وكان الأمل ضعيفا في تسليمه قبل أن يصل المدد من الجنود والمدفعية، وفي ليلة 14 ـ 15 فبراير 1799، قاد رينيه أربع كتائب في هجوم مباغت علي المعسكر العثماني الذي كان تعداد قواته حوالي 1800 جندي ()، وتمكن من مباغتة الجنود العثمانيين النيام فقتلوهم بالسلاح الأبيض، وكانوا يقتلون كل من يجدونه حتى وصل عدد القتلى ما بين 400 ـ 500 من المماليك وعدد من الكشاف، وأسر حوالي 900 رجل، بينما لم يفقد الفرنسيون سوي ثلاثة رجال.
وفي 18 فبراير 1799 وافق قائد الحصن إبراهيم نظام بك علي تسليمه شريطة أن يسمح له وللحامية بمغادرة الحصن بسلاحهم، لكن رفض بونابرت هذا الشرط واقترح عليه تسليم الحصن أولاً بعدها سيعطيهم سلاحهم ومتاعهم معززين مكرمين، بل وينقلهم إلي مصر حيث يمكنهم ركوب البحر لأي بلد شاءوا، لكن القائد العثماني رفض هذا العرض لأنه يعلم تمام العلم أن مصر محاصرة، ولما يأس نابليون من طول المفاوضات، والحصار الذي طال أمده، قرر ضرب المدافع بشكل متواصل وبكثافة علي الحصن، فأحدثت ثغرة صغيرة في الأسوار، ثم تسلل بعض الجنود الفرنسيين إلي أحد أبراج الحصن لكن بلغت خسائر الفرنسيين في ذلك اليوم حوالي 21 من رجال المدفعية و17 من رجال البنادق، و350 من المشاة لكن في اليوم التالي اضطرت القوات المحاصرة إلي التسليم، بعد خروجهم حملوا الكثير منهم علي الانضمام إلي الجيش الفرنسي، ووجد الفرنسيون في الحصن من المؤن ما يسد جوعهم.
وجاءت الأنباء إلي القاهرة تفيد باستيلاء الفرنسيين علي قلعة العريش، و"طاف رجل من أتباع الشرطة، ينادي في الأسواق أن الفرنساوية ملكوا قلعة العريش وأسروا عدة من المماليك، وفي غدا يعملون شنكا ويضربون مدافع، فإذا سمعتم ذلك فلا تفزعوا ".
وغادر جيش نابليون العريش في 12 فبراير ووصل الشيخ زويد بعد مسيرة يومين، حيث قادهم دليلهم من العربان إلي طريق أبعد إلي الجنوب من الطريق الشمالي المعتاد، وربما كان ذلك عن عمد بهدف توريطهم في الرمال، حيث كانوا غير مستريحين للسير علي الكثبان الرملية، ولم يلاقوا بأية مقاومة من الجيش العثماني طوال هذه المسافة، حتى وصلوا إلي عكا وهناك توقفت جيوش نابليون لتضرب حصارا علي المدينة، وتفشل في اقتحامها نتيجة لمناعة الأسوار من ناحية، والإمدادات التي يتلقاها الجزار من الأسطول البريطاني في البحر المتوسط.
وعاد نابليون وجنوده ثانية بعد فشل حصار عكا إلي العريش في 2 يونيو، وفشل مشروعه التوسعي، الذي كان يهدف من وراءه علي حد تعبير جارفس Jarvis إسقاط القسطنطينية. ولم تكن خسارته في يافا وعكا كبيرة، لكن تحطمت معنويات جنده بسبب موت الكثير منهم بسبب الطاعون، وفي 3 يونيو 1799 غادر نابليون العريش إلي القاهرة تاركا حامية لقلعة العريش قوامها 500 جندي.
واستعدت القوات العثمانية للزحف برا علي مصر بعد فشل حملتها علي أبي قير، ولما كان موقف الحملة في مصر قد بدأ يتأزم نتيجة عدم وجود حماية بحرية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبي قير البحرية، ونتيجة للثورات الشعبية المصرية التي باتت تواجهها الحملة بين الفينة والأخرى، مما اضطر كليبر إلي عقد مفاوضات مع سيدني سميث Sidny Smith للتوصل إلي طريقة ما تضمن له ولقواته الرجوع إلي فرنسا بسلام، فتم توقيع معاهدة العريش الأولي في 3 ديسمبر 1799. ولم تدم هذه المعاهدة طويلاً، حيث خرق العثمانيون هذه المعاهدة باجتياحهم للعريش في30 ديسمبر من العام نفسه.
وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والعثماني تم التوقيع علي معاهدة العريش في 24 يناير 1800 وقعها عن الجانب العثماني مصطفي رشيد أفندي الدفتردار، ومصطفي راسخ أفندي رئيس الكتاب نيابة عن الصدر الأعظم، وعن القائد العام للجيش الفرنسي كل من الجنرال ديزيه والمسيو بوسليجPoussielgue، ولم يوقع عليها أحد من الحكومة الإنجليزية.
وبذلك انتهت أحداث الحملة الفرنسية علي مصر وكانت سيناء خلالها مسرحا لأحداث ذلك الصراع الفرنسي العثماني في مصر. حيث تعرضت العريش للتدمير بمدافع القوات الفرنسية، كما قتل الكثير من أهلها نتيجة استبسالهم في الدفاع عن أرضهم، فكانوا بهذا الاستبسال مثار إعجاب القوات الفرنسية نفسها.
[عدل] تاريخ سيناء خلال القرن التاسع عشر
بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثا جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث، ولها اختصاصات وحدود إدارية، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي (كورنتينة) بالعريش. أما الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية.
وفي عام 1831 سير محمد علي جيشا بريا وآخر بحريا بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلي الشام، وقد تألف هذا الجيش من 24 ألفا من المشاة و 80 مدفعا، واتخذ الجيش البري طريق العريش، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء بهدف خدمة قواته، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد، كما حركة البريد إلي غزة، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبير العبد وبير المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة، كما وضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش.
وعند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه عربان السواركة والترابين فخربوا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار، فاضطر إبراهيم إلي قتالهم، ووقعت معركة بين قواته وقوات الترابين والسواركة في عند وادي غزة، فانهزمت قوات العربان وفروا إلي بئر السبع. وربما تكون الأسباب الحقيقية لتمرد هؤلاء العربان في سياسة محمد علي ذاتها، حيث كان يريد إخضاع هؤلاء القبائل لسلطته، حتى يوطد الأمن علي الطريق المؤدي إلي الشام، خاصة وأنهم كانوا دائمي السلب والنهب للقوافل والتجار الذين يرتادون هذا الطريق.
وفي عام 1834 جهز محمد علي قوة من عربان أولاد علي بقيادة أحمد المقرحي شيخ القبيلة، والشيخ هنداوي شيخ قبيلة الجميعات لوضع حد لعصيان عربان غزة، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان غزة، ونهبت بيوتهم وماشيتهم، وقد منح محمد علي كل فرد من القبائل التي شاركت في الحملة 500 قرش مكافأة له علي هذا النصر الحاسم علي عربان غزة.
وعلي أية حال، فقد كانت طموحات محمد علي خاصة بعد الانتصارات التي حققها إبراهيم باشا علي الجيوش العثمانية في شمال الشام وآسيا الصغري، سببا في إثارة ما سمي بالمسألة الشرقية، وعقدت الدول الأربع وهي بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدولة العثمانية مؤتمرا في لندن في 15 يوليو 1840 تعهدت بمقتضاه الدول الأربع بمساعدة السلطان علي إخضاع محمد علي، وبموجب هذه المعاهدة يمنح محمد علي ولاية مصر وعكا طيلة حياته، وأن يكون لمصر حق الاستقلال الداخلي بقيود تربطها بالدولة العثمانية كالجزية وعدم تمثيل مصر في الخارج، وتحديد عدد الجيش إلي غير ذلك، ومنح محمد علي مهلة للموافقة علي المعاهدة، ولم يكن أمامه بد من التسليم بها، خاصة بعد أن تخلت عنه فرنسا، ثم أرسل السلطان إلي محمد علي فرماناً في 13 فبراير 1841 تقرر فيه إعطاؤه وأسرته حكومة مصر وراثية علي أن يختار الباب العالي نفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي الذكور، ومن ثم صار إعطاء مصر وتقرير الحكم الوراثي بهذا الشكل منحة من السلطان العثماني.
وبموجب معاهدة لندن 1840 وفرمان 1841 باتت دولة محمد علي محصورة داخل حدود مصر التي حددها الفرمان من رفح حتى الوجه علي الساحل الشرقي للبحر الأحمر وفقا للخريطة مرفقة به والتي لم يعثر عليها حتى الآن، كما أعطي الفرمان لمحمد علي بعض النقاط الإستراتيجية علي الساحل الشرقي لخليج العقبة وهي، العقبة وضبا والمويلح الوجه.
وخلال فترة حكم عباس الأول (1848 – 1854) لاقت سيناء منه اهتماما من نوع جديد، حيث كان ينوي أن يجعلها مصيفا ومزارا سياحيا، فبني بالقرب من الطور حماما كبريتياً، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلي قمة جبل موسى لجذب السياحة إلي المنطقة المقدسة، وشرع في بناء قصر علي جبل " طلعة " غربي جبل موسى، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلي القصر، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها. وفي فترة حكم خلفه محمد سعيد (1854 - 1863) أقام في سيناء نقطة للحجر الصحي في الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج.
وخلال فترة حكم إسماعيل (1863 – 1879) حدثت عدة أحداث متصلة بسيناء، منها زيارات العديد من الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البرفيسور بالمر Palmer حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء. لكن كان أهم تلك الأحداث التي أثرت علي سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التي كان لإنشائها آثارا هامة علي مجتمع سيناء كما سنري في الفصول القادمة. وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحي المهم أن أنشأت عددا من المدن علي ضفتي القناة، فقد أنشئت الإسماعيلية في منتصف القناة تقريبا، كما أنشأت مدينة جديدة علي طريق العريش، وهي مدينة القنطرة.
لقد كانت سيناء تمثل منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لمصر، فقد دخل من خلالها الغزاة إلي مصر، كما كانت مسرحاً لمعارك كبري كتلك التي حدثت بين الصليبيين والأيوبيين، وبين الفرنسيين والعثمانيين، لكن علي أي الأحوال لم يكن سكان سيناء طرفاً في تلك الصراعات. كما لاحظنا أن موقف سكان سيناء من محمد علي كان موقفا معاديا، نظرا لاستخدامه أسلوب الشدة والقوة العسكرية ضد أي تمرد أو عصيان لأوامره. كما أن عمليات الإصلاح أو التجديد في منشآت ومباني شبه جزيرة سيناء طوال تلك الفترة لم تكن إلا لأغراض استراتيجية وعسكرية بحتة.
معلومات عن سيناء " أرض الفيروز "
تاريخها حافل بالأمجاد والبطولات
فعلى رمالها دارت أشهر المعارك
وعبر دروبها خمسة عشر جيشا
من كل أمم الأرض.
اسمها كناية عن القمر
حين أطلق عليها القدماء اسم الإله "سين"
ومن الفيروز أخذت صفتها
وشُقت فيها قناة السويس
أهم ممر مائي في العالم.
تاريخ حافل بالمجد
تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث؛ فهي البوابة الشرقية لمصر، وبها طريق حورس الذي يمتد من قناة السويس غربا حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقا، ومنه دخل الهكسوس إلى مصر، ومنه خرج أحمس ليطاردهم، وعبره خرج ملوك مصر القديمة للسيطرة على أرض كنعان وسوريا حتى بلاد ما بين النهرين، وجاء منه إلى مصر الأشوريون، والفرس، والإغريق، والرومان، والفتح الإسلامي، والتتار والصليبيون وغيرهم.
سيناء أرض الأنبياء والديانات ، بدءا من الخليل إبراهيم -عليه السلام- الذي عبرها، وموسى -عليه السلام- الذي أقام بها مع شعب بني إسرائيل فترة من الزمن، و"العائلة المقدسة" التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.
جولة داخل مدينة سيناء
شرم الشيخ:
يقع منتجع شرم الشيخ على خليج العقبة على البحر الأحمر، وحصلت هذه المدينة على جائزة مدن السلام لعام 2000-2001 التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
دهب:
تقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال غرب شرم الشيخ، وتعتبر واحدة من أجمل بقع سيناء، وقيل إنها سميت بهذا الاسم نظرا لأن البدو يشبهون رمالها المتلألئة تحت ضوء الشمس بالذهب، وتشتهر بشواطئها الذهبية ومواقعها الصالحة للغوص مثل "بلو هول Blue Hole"، و"كانيون "Canyon، و"لايت هاوس Lighthouse".
العريش:
تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 214 ميلا شرق القاهرة، وبها متحف سيناء الذي يعرض أشياء عن حياة البدو. والعريش منذ أقدم العصور ميناء مصري مهم ومركز إستراتيجي للجيش المصري خلال عصر الدولة الفرعونية الحديث، ومن أهم معالمها قلعة العريش، التي بقي منها الآن سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار.
جبل موسى:
توجد في أعلى قمته كنيسة صغيرة ومسجد، ويحرص السائحون على تسلق الجبل عقب منتصف الليل ليصلوا إلى قمته قبيل شروق الشمس. وعلى الرغم من مشقة الرحلة وصعوبة التسلق فإن منظر الشروق في تلك البقعة متعة كبيرة؛ حيث تبدو قمم الجبال المحيطة وكأنها قد اكتست بلون أحمر مع بزوغ الشمس، ويرتفع هذا الجبل 2.285 مترا، ويعتقد أن هذا الجبل هو الذي كلم الله -سبحانه وتعالى- عنده نبيه موسى عليه السلام.
سانت كاترين:
تعتبر منطقة جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى إحدى أهم مناطق الجذب للرهبان النصارى ، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس في أودية سيناء، وأشهر ما بقي منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.
يقع الدير أسفل جبل سيناء، ويحيط به سور عظيم بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحيانا إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز. ويشبه بناء الدير حصون القرون الوسطى، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي.
طابا:
مدينة حدودية، تغلف الجبال منتجعاتها السياحية. ويعد شريط طابا الساحلي من أكثر السواحل جمالا على مستوى شبة الجزيرة، ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة. ومن طابا يمكن أن تصل إلى جزيرة الفراعنة التي من أجمل مناظرها حصن صلاح الدين.
نويبع:
تقع على بعد 85 كيلومترا شمال دهب بين خليج العقبة والجبال العالية. وقد لعبت نويبع دورا مهما في رحلات الحج إلى مكة المكرمة، وتحتضن معظم البحر، وبها أماكن عديدة لممارسة رياضات الصحراء، وركوب الجمال ورحلات السفاري والغوص.
أهم المحميات الطبيعية
محمية نبق:
تقع على بعد 35 كيلومترا من شرم الشيخ، في المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادي أم عدوي في جنوب سيناء، وتتميز بتنوع فريد يجمع بين البيئة الجبلية والبيئة الصحراوية بكثبانها الرملية عند وادي كيد، وبها أنواع مهمة من الحيوانات والطيور، كما تضم أرضها نحو 134 نوعا من النباتات منها نحو 86 نوعا على الأقل اندثرت تماما في الأماكن الأخرى.
محمية أبو جالوم:
وتقع على خليج العقبة بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة تسمى وادي الرساسة. وتتميز هذه المنطقة بأنها عبارة عن نظام بيئي متكامل يجمع بين البيئة الصحراوية والجبلية، بالإضافة إلى وجود مجموعة من الوديان بجانب البيئة البحرية الغنية بنوعيات نادرة من الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، كما توجد بالمحمية حياة برية غنية تضم الغزلان والتياتل.
محمية رأس محمد:
تقع هذه المحمية
عند التقاء خليج السويس بخليج العقبة
وتشكل الحافة الشرقية للمحمية حائطا صخريا
مع مياه الخليج
الذي توجد به الشعاب المرجانية.
وتوجد بها قناة المانجروف
التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد
وجزيرة البعيرة.
وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد
من كافة جوانبها البحرية
وتشكل تكوينا فريدا
ويوجد عدد من الكهوف المائية أسفل الجزيرة وتنتشر بالجزيرة الأسماك الملونة
والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض
والأحياء المائية النادرة.
والجزيرة بمثابة موطن للعديد من الطيور والحيوانات النادرة
كالوعل النوبي بالمناطق الجبلية
وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات. ويتبع المحمية جزيرتا تيران - وصنافير.
محمية طابا:
تقع في جنوب سيناء، وتتميز بالتكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية
التي يصل عمرها إلى حوالي 5000 سنة. وتتميز أيضا بالحياة البرية النادرة
والمناظر الطبيعية البديعة
وتتميز وديانها بالحياة البرية
فتوجد بها الغزلان والطيور الكبيرة كطائر الحبارى. وتحتوي الوديان على مجتمعات نباتية مهمة مثل أشجار الطلح
وتم تجميع 72 نوعا من النباتات في وادي وتير منها البعيثران والرتم والرمث.
وتوجد بطابا مجموعة من الهضاب يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1000 متر
بالإضافة إلى وجود مجموعة عيون من المياه العذبة، مثل عين حضرة بوادي غزالة
وعين أم أحمد بوادي الصوانا
وعين فورتاجا بوادي وتير.
محمية الزرانيق وسبخة البردويل
بمحافظة شمال سيناء:
تعتبر محمية الزرانيق الطبيعية
وسبخة البردويل
إحدى المحطات الرئيسية
لهجرة الطيور في العالم
حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة
من أوربا وآسيا خلال الخريف
في رحلتها إلى أفريقيا
وتقيم بعض الطيور في المنطقة
بصفة دائمة وتتكاثر فيها
وتم تسجيل أكثر من 270 نوعا من الطيور
في المحمية تمثل 14 فصيلة
أهمها:
البجع والبشاروش والبلشون وأبو قردان.
منطقة الأحراش الساحلية برفح
بمحافظة شمال سيناء
تتميز المحمية بمناطق الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 60 مترا عن سطح البحر، وتغطيها كثافة عالية من أشجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب، وهو ما يجعلها موردا للمراعي والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية.
محمية سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء:
تتميز المنطقة باحتوائها
على أعلى قمم جبلية في مصر
وتحتوي المحمية على العديد من
الأحياء النباتية والحيوانية
ويوجد بها حوالي 27 نوعا من الزواحف النادرة مثل: ثعبان الطريشة والضب
وتحتوي المنطقة على 22 من 28 نوعا
من الفصائل النباتية النادرة
مثل:
السمو والحبك والقيصوم والزعتر
وغيرها من النباتات الطبية
والنباتات السامة
بحث عن سيناء المصريه
أرض الفيروز
بمناسبة عيدها القومي
25أبريل
شبه جزيرة سيناء
صحراوية في مصر بين البحر المتوسط وخليج السويس وقناة السويس
والبحر الأحمر وخليج العقبة.
تربط أفريقيا بآسيا عبر الحد
المشترك مع فلسطين شرقا.
ويحدها من الشرق فالق الوادي المتصدع الممتد من كينيا عبر القرن الأفريقي إلى جبال طوروس بتركيا. وهذا الفالق يتسع بمقدار 1 بوصة سنويا.
و مساحتها 60,088 كم2 ويسكنها 380,000 نسمة.
قاعدتها العريش
تنقسم إلى العريش في الشمال والتيه في الوسط والطور في الجنوب حيث الجبال العالية أهمها جبل موسى 2,285 متر وجبل القديسة كاترينا 2,638 متر (أعلى جبال في مصر) وفي هذا الجبال في دير سانت كاترين وكنيسة غنية بالآثار والمخطوطات بناها جوستنيان عام 527.
وتضم محافظتي شمال وجنوب سيناء.
تاريخ سيناء عبر العصور القديمة
تاريخ سيناء القديم
لا شك أن الوضع الجغرافي لسيناء كان له تأثيره علي التوزيع السكاني، بل من الملاحظ أنه كان له أيضا تأثير علي الاسم الذي أخذته سيناء. فهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة "سيناء "، فقد ذكر البعض أن معناها " الحجر " وقد أطلقت علي سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة " توشريت " أي أرض الجدب والعراء، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب. لكن المتفق عليه أن اسم سيناء، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء، مشتق من اسم الإله "سين " إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين، ثم وافقوا بينه وبين الإله " تحوت " إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. ومن خلال نقوش سرابيط الخادم والمغارة يتضح لنا أنه لم يكن هناك اسم خاص لسيناء، ولكن يشار إليها أحياناً بكلمة " بياوو" أي المناجم أو " بيا " فقط أي " المنجم "، وفي المصادر المصرية الآخري من عصر الدولة الحديثة يشار إلي سيناء باسم " خاست مفكات " وأحياناً "دومفكات" أي "مدرجات الفيروز".
جبل سيناءأما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني "الجبل"، وهذا يعني أن طور سيناء تعني " جبل القمر "، وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرض الطور اسم " ريثو " بينما يطلقون علي البدو في تلك المنطقة بصفة عامة اسم " عامو ليق ".
وقد ظل الغموض يكتنف تاريخ سيناء القديم حتي تمكن بتري Petri عام 1905 من اكتشاف اثني عشر نقشا عرفت " بالنقوش السينائية "، عليها أبجدية لم تكن معروفة في ذلك الوقت، وفي بعض حروفها تشابه كبير مع الهيروغليفية، وظلت هذه النقوش لغزا حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات جاردنر Gardinar من فك بعض رموز هذه الكتابة والتي أوضح أنها لم تكن سوي كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة في سيناء.
والواضح أنه خلال الدولة القديمة كانت هناك صلة بين سيناء ووادي النيل، ولعبت سيناء في ذلك التاريخ دورا مهما كما يتضح من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم. فقد كانت سيناء بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة، كما كان سكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" (أي أسياد الرمال)، وجنوبها وهم " المونيتو " الذين ينسبون لساميي اللغة، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي علي العشب التناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس، كما كانت الحملات الحربية تخرج من مصر في بعض الأحيان لتأديب بعض البدو في سيناء نتيجة الغارات التي كانوا يشنونها علي الدلتا.
وتدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر علي تل الحي ثم بير رومانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن " تل أبو سيفة "، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك سيتي الأول، الذي يقع الآن في منطقة قطية.
ولم تقتصر أهمية سيناء من الناحية التاريخية في تلك الفترة علي ما تسجله تلك النقوش، ولكن ارتبط اسمها أيضا بقصة خروج بني إسرائيل The Exidous من مصر وتجولهم في صحراء سيناء.
وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت فيها العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء Petra، وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط، وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز، لأن أسماء بعض ملوكهم كانت أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك. وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وعدنوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء.
كانت هناك حضارات مزدهرة في سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العمران. كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرض سيناء.
وإذا ما انتقلنا إلي العصر الإسلامي نجد أن عمرو بن العاص حينما قدم إلي مصر لفتحها قد سلك طريق حورس في شمال سيناء، فاستولي علي العريش، وتقدمت قواته ففتحت بولوزيوم أو الفرما، وبعدها تقدم إلي بلبيس التي كانت نقطة مهمة علي الطريق الذي يقطع سيناء إلي الشام.
[عدل] تاريخ سيناء في العصر الإسلامي
كان الفتح الإسلامي مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال إفريقيا فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب. فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي. وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين الأموي والعباسي، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين، نتيجة انهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس والأتراك.
وخلال فترة الحروب الصليبية تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين، حيث قام بلدوين الأول حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في وادي عربة للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي البحر الميت، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين من السيطرة علي وادي عربة بأكمله. وفي العام التالي (سنة 1116) خرج بلدوين في حملة أخرى، وسار حتى أيلة علي ساحل خليج، وشيد في أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم في الطريق البري للقوافل بين مصر والشام.
وتمكن بلدوين من تشييد قلعة في جزيرة فرعون الواقعة في مواجهة أيلة في خليج العقبة. وبذلك تمكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان دير سانت كاترين رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام الفاطميين في القاهرة، مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلي بيت المقدس.
واستمر بلدوين في استراتيجيته الرامية إلي السيطرة علي شبه جزيرة سيناء الطرق المؤدية إليها، فبني قلعة وادي موسى في عام 1117م، وفي العام التالي خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالي الذي يمر بشمال سيناء، ووصل إلي الفرما حيث أحرقها، وفي أثناء عودته أصيب بمرض، نتيجة تناوله لوجبة من السمك أدي إلي وفاته، وحمل جثمانه إلي القدس ليدفن بها.
وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين في عام 577هـ/ 1181م وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلي بلادهم لاستخدامها في صناعة السفن المعروفة بـ" الجلاب " التي تصنع من جذوع النخيل، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبي للسيطرة علي البحر الأحمر. إلا أن خطة رينالد في السيطرة علي سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التي قام بها الأيوبيون، وخاصة صلاح الدين الأيوبي في وقف حملات رينالد في البحر الأحمر والتي وصلت حتى عدن، وإسطول حسام الدين لؤلؤ، الذي دمر الإسطول الصليبي.
ومن الملاحظ أنه خلال تلك الفترة ازدياد عمليات تهرب القوافل من دفع الرسوم والعوايد مستغلة الاضطراب الناتج عن الوجود الصليبي في الشام، فكانت تلك القوافل تستخدم طرق التجارة بين مصر والشام غير المطروقة كالطريق "المدرية " ومعناه الطين اليابس، وسمي بهذا الاسم لقربه من النيل، كما استخدموا الطرق "البدرية أو الفوقانية " بعيدا عن الطريق الشمالي المعتاد هروباً من تهديد الصليبين، وكانت القوافل تقطع هذا الطريق في ثمانية أيام، كما كان هناك الطريق " البرية " الذي قطعه صلاح الدين الأيوبي أثناء هزيمة تل الصافية عام 573هـ/1177م.
وقد امتاز العصر الأيوبي بالاهتمام الملحوظ بتعمير سيناء نظرا لظروف الحروب الصليبية التي كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب، فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتعمير وإصلاح ميناء الطور عام 580هـ/1184م، فعمر المراكب والميناء، وبدأت تصله المراكب المحملة بالبضائع من اليمن، وهجر أصحاب المراكب مينائي عيذاب والقصير، وقد تبع ذلك أن صارت الغلال ترسل إلي الحجاز بصورة دورية ومنتظمة، وشجع ذلك حركة التجارة في البحر الأحمر(). وكان صلاح الدين الأيوبي قد تمكن من انتزاع ميناء إيلات من أيدي الصليبين في عام 566هـ/1170م، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته. كما قام الصالح نجم الدين أيوب في نهاية العصر الأيوبي ببناء بلدة الصالحية في " أرض السباخ " (امتداد سبخة البردويل) عام 644هـ/ 1246م لتكون محطة علي الطريق الموصل إلي الشام.
وتغير مركز سيناء ابتداء من القرن الرابع عشر الميلادي، فقد رأيناها منذ الفتح الإسلامي مجرد قنطرة تعبرها القبائل المختلفة من بلاد الحجاز والشام في طريقها إلي وادي النيل، لكنها منذ ذلك التاريخ صارت منطقة تلجأ إليها القبائل، بعد أن توقف تقريباً سيل الهجرات العربية إلي مصر في عصر المماليك، حيث تم عزل العناصر العربية سياسياً ولم يعد هناك ما يدعو الحكام الجدد أن يستعينوا بالقبائل العربية في الحكم حتي يشجعوا هجرتها إلي مصر.
ويعد العصر المملوكي بداية لمرحلة من الاستقرار في شبه جزيرة سيناء نتيجة لتوقف موجات الهجرة العربية، والاهتمام الملحوظ بطريق الحج إلي مكة والمدينة، فقام بيبرس البندقداري (658 – 676 هـ / 1260 – 1277م) بتمهيد طريق العقبة بعد فتح أيلة، فصار طريق السويس العقبة هو طريق الحج المصري(). كما أمنوا الطريق إلي الشام من غارات العربان لتأمين طريق البريد بين مصر والشام.
وقد نمت العريش في العصر المملوكي، فقال عنها القلقشندي أنها " مدينة ذات جامعين مفترق (أي أنهما بعيدين عن بعضهما البعض) وثمار وفواكه "، لكن أصابها التدهور في نهاية العصر المملوكي، حيث يذكر النابلسي خلال رحلته إلي مصر في تلك الفترة بأن العريش فيها " قلعة وزاوية، وبعض دور فناها خاوية". إلا أن السلطان المملوكي قانصوة الغوري (906 ـ 922هـ / 1501 ـ 1516م) قد اهتم بإنشاء القلاع في سيناء نظراً للأخطار التي كانت تحدق بدولته من ناحية الشرق وخاصة الخطر العثماني، ومن ثم انشأ قلعة نخل علي طريق الحج المصري وقلعة البغلة، ونقب العقبة.
وكان اهتمام الدولة المملوكية بسيناء يهدف إلي تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المحدقة بها ناحية الشرق، والتي كانت تتمثل حينذاك في بقايا الوجود الصليبي، بالإضافة إلي الخطر المغولي، كما حاولت من وراء إنشاء القلاع وترميمها علي طريق الحج أن تظهر بمظهر الدولة التي تؤمن لرعاياها المسلمين آداء فريضتهم الدينية، حيث أن مثل هذا العمل يظهر السلاطين في عيون رعاياهم بمظهر ديني يليق بالألقاب التي اتخذها بعضهم كلقب " خادم الحرمين الشريفين ".وشكرا ؟فاطمة
[عدل] تاريخ سيناء في العصر العثمانى
وتنهار دولة المماليك علي يد السلطان العثماني سليم الأول (1512 ـ1520) في عام 1517م، التي دخلت قواته مصر عبر سيناء، فأولي المنشآت العسكرية في سيناء أهمية خاصة لأهميتها الاستراتيجية، فبني قلعة العريش، ورمم قلعة نخل. ومرت سيناء خلال العصر العثماني بفترة من الهدوء، وإن كانت تقطعها بعض فترات الجفاف الذي كان يلجأ بسببه العربان إلي نهب القوافل وتهريب البضائع. لكن علي أية حال فقد راجت حركة التجارة بين مصر والشام، ولاشك أن هذا الرواج كان له أثره علي سكان سيناء الذين يقومون بنقل التجارة بين البلدين، حيث كان الطريق البري هو الطريق المفضل لنقل البضائع لرخص تكلفته من ناحية وسهولته من ناحية أخرى. فكان لاستخدام الطريق البري بين مصر والشام عدة نتائج علي سيناء، أهمها زيادة الاعتماد علي جمال عربان سيناء مما كان يحقق دخلاً للعربان القائمين بحركة النقل في سيناء، اهتمام الدولة بهذا الطريق وتأمينه مما كان يحقق أمن المسافرين والتجار. وكان طريق القوافل بين مصر والشام في العصر العثماني يبدأ من بركة الحاج فالخانقاه، فبلبيس، فغابة القرين، فالصالحية، فقطية، فالعريش، فخان يونس، فغزة.
[عدل] تاريخ سيناء في عهد الحملة الفرنسية
كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت حدا فاصلاً في تاريخ مصر الحديث، لكن من المؤكد أن تلك الحملة تركت أثرها الواضح علي وضع مصر في بؤرالاهتمام الأوربية، كما كان لها آثارها علي المجتمع المصري.
وما يهمنا هو وضع سيناء خلال السنوات القلائل التي قضتها تلك الحملة في مصر، تلك المعارك التي وقعت علي أرض سيناء بين القوات العثمانية والفرنسية، ومدي التأثير الذي تركته عليها. كانت بداية الاتصال بين الحملة وسيناء في إطار الأطماع التوسعية لنابليون عقب دخوله مصر، فقد كان يطمح في فتح الشام، ومن ثم كان لابد من استطلاع مناطق الحدود مع الشام، فأرسل الجنرال لوجرانج Lagrange في 23 ديسمبر 1798 لاستطلاع ساحل سيناء الواقع علي البحر المتوسط، كما أمره بإنشاء نقطة حصينة في قطية بالقرب من الحدود الشامية، لكن علي ما يبدو أن لوجرانج تعرض لغارات من قبل العربان في سيناء، لكن رغم هذه الغارات والمطر الشديد الذي واجهه هذا الجنرال فقد أتم ما أمره به قائده علي أكمل وجه، وأبلغ بونابرت في 17 يناير 1799 أنه تم بناء النقطة الحصينة في قطية، فجعلها نابليون محطة عسكرية ونقطة تجمع واستراحة لقواته.
وخلال الاستعدادات الفرنسية للحملة علي سوريا بحثوا عن الجمال اللازمة لحمل المؤن والذخائر، واستطاعوا الحصول علي عدد كبير من جمال قبيلة الترابين البقوم التي تعيش في سيناء، كما قاموا بجمع عدد كبير من الحمير والبغال من القاهرة والمناطق المحيطة بها.
وعلي الجانب الآخر كانت التقارير تصل إلي بونابرت، حول تحركات جيوش المماليك الذين فروا إلي الشام والعثمانيين، وتجمعهم بشكل متزايد في العريش، داخل الحدود المصرية، حيث كان أحمد باشا الجزار يستعد للهجوم علي القوات الفرنسية في مصر.
ووصل عدد كبير من فرقة الجنرال رينيه Reynier إلي قطية في الأيام الأولي من شهر فبراير 1799، ثم غادرها في 11 فبراير متوجها إلي العريش بهدف الاستيلاء عليها بناء علي أوامر من بونابرت، كما وصل كليبر بفرقته في اليوم نفسه حيث تولي قيادة القوات الفرنسية المتجهة إلي العريش، وبعد يومين ونصف وصلت تلك القوات إلي المساعيد التي تبعد عن العريش بمسافة خمسة أميال ونصف الميل.
واستولت الدهشة علي رينيه عند وصوله أمام العريش بعد زحف شاق في 8 فبراير 1799، لأنه لم يجد معسكرا كبيرا للعدو فحسب، بل وجد حصنا منيعا (قلعة العريش)، وكان هذا المعسكر يتألف من 600 فارس من العرب والترك والمماليك، ونحو 1200 من المشاة الألبانيين الذين أرسلهم الجزار، أما الحصن (القلعة) فيقع شمال غرب العريش، فهو بناء حجري مربع يقوم علي أبراج مثمنة أسواره ترتفع 30 قدما، كما كانت الممرات داخل المدينة محاطة بالبيوت الصغيرة، التي زادت من صعوبات رينيه.
وكانت بيوت العريش مبنية بالطوب النيئ ذات أسوار عالية، وشوارعها عريضة ومستقيمة، لكن في الحي القديم للمدينة كانت المسافات بين البيوت صغيرة والشوارع ضيقة، وهذا الوضع شكل عقبة كؤود أمام القوات الفرنسية، وأي قوة تحاول الاستيلاء علي العريش عن طريق المغامرة في الدخول إلي داخل المدينة بشوارعها الضيقة، فإنها ستتكبد خسائر فادحة، وحينما وصل بونابرت إلي العريش في 17 يناير 1799 وجد المدينة لم تسقط بعد في أيدي قواته، فلم يحسب نابليون حسابا للمسافة الصحراوية الطويلة التي سيقطعها في صحراء سيناء، حتى أن عددا من جنود كليبر " أقدموا علي الانتحار" بسبب ما لاقوه من طول المسافة ووعورتها حتى العريش.
وكان أول عمل قام به رينيه هو الاستيلاء علي العريش التي دافع عنها أهلها، لكن مصيرهم كان حد السيف أو السنكي، ثم وصلت قوات كليبر إلي العريش في 14 يناير 1799 فانضمت قواته إلي قوات رينيه، وعانت قوات رينيه من الجوع لأن العريش لم يكن لديها من الأقوات ما يمكن أن تقدمه للفرنسيين، فهي لم تتعد في ذلك الوقت كونها بلدة صغيرة تقع بين البحر والصحراء، لكن رغم هذا حاصر رينيه وكليبر الحصن وكان الأمل ضعيفا في تسليمه قبل أن يصل المدد من الجنود والمدفعية، وفي ليلة 14 ـ 15 فبراير 1799، قاد رينيه أربع كتائب في هجوم مباغت علي المعسكر العثماني الذي كان تعداد قواته حوالي 1800 جندي ()، وتمكن من مباغتة الجنود العثمانيين النيام فقتلوهم بالسلاح الأبيض، وكانوا يقتلون كل من يجدونه حتى وصل عدد القتلى ما بين 400 ـ 500 من المماليك وعدد من الكشاف، وأسر حوالي 900 رجل، بينما لم يفقد الفرنسيون سوي ثلاثة رجال.
وفي 18 فبراير 1799 وافق قائد الحصن إبراهيم نظام بك علي تسليمه شريطة أن يسمح له وللحامية بمغادرة الحصن بسلاحهم، لكن رفض بونابرت هذا الشرط واقترح عليه تسليم الحصن أولاً بعدها سيعطيهم سلاحهم ومتاعهم معززين مكرمين، بل وينقلهم إلي مصر حيث يمكنهم ركوب البحر لأي بلد شاءوا، لكن القائد العثماني رفض هذا العرض لأنه يعلم تمام العلم أن مصر محاصرة، ولما يأس نابليون من طول المفاوضات، والحصار الذي طال أمده، قرر ضرب المدافع بشكل متواصل وبكثافة علي الحصن، فأحدثت ثغرة صغيرة في الأسوار، ثم تسلل بعض الجنود الفرنسيين إلي أحد أبراج الحصن لكن بلغت خسائر الفرنسيين في ذلك اليوم حوالي 21 من رجال المدفعية و17 من رجال البنادق، و350 من المشاة لكن في اليوم التالي اضطرت القوات المحاصرة إلي التسليم، بعد خروجهم حملوا الكثير منهم علي الانضمام إلي الجيش الفرنسي، ووجد الفرنسيون في الحصن من المؤن ما يسد جوعهم.
وجاءت الأنباء إلي القاهرة تفيد باستيلاء الفرنسيين علي قلعة العريش، و"طاف رجل من أتباع الشرطة، ينادي في الأسواق أن الفرنساوية ملكوا قلعة العريش وأسروا عدة من المماليك، وفي غدا يعملون شنكا ويضربون مدافع، فإذا سمعتم ذلك فلا تفزعوا ".
وغادر جيش نابليون العريش في 12 فبراير ووصل الشيخ زويد بعد مسيرة يومين، حيث قادهم دليلهم من العربان إلي طريق أبعد إلي الجنوب من الطريق الشمالي المعتاد، وربما كان ذلك عن عمد بهدف توريطهم في الرمال، حيث كانوا غير مستريحين للسير علي الكثبان الرملية، ولم يلاقوا بأية مقاومة من الجيش العثماني طوال هذه المسافة، حتى وصلوا إلي عكا وهناك توقفت جيوش نابليون لتضرب حصارا علي المدينة، وتفشل في اقتحامها نتيجة لمناعة الأسوار من ناحية، والإمدادات التي يتلقاها الجزار من الأسطول البريطاني في البحر المتوسط.
وعاد نابليون وجنوده ثانية بعد فشل حصار عكا إلي العريش في 2 يونيو، وفشل مشروعه التوسعي، الذي كان يهدف من وراءه علي حد تعبير جارفس Jarvis إسقاط القسطنطينية. ولم تكن خسارته في يافا وعكا كبيرة، لكن تحطمت معنويات جنده بسبب موت الكثير منهم بسبب الطاعون، وفي 3 يونيو 1799 غادر نابليون العريش إلي القاهرة تاركا حامية لقلعة العريش قوامها 500 جندي.
واستعدت القوات العثمانية للزحف برا علي مصر بعد فشل حملتها علي أبي قير، ولما كان موقف الحملة في مصر قد بدأ يتأزم نتيجة عدم وجود حماية بحرية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبي قير البحرية، ونتيجة للثورات الشعبية المصرية التي باتت تواجهها الحملة بين الفينة والأخرى، مما اضطر كليبر إلي عقد مفاوضات مع سيدني سميث Sidny Smith للتوصل إلي طريقة ما تضمن له ولقواته الرجوع إلي فرنسا بسلام، فتم توقيع معاهدة العريش الأولي في 3 ديسمبر 1799. ولم تدم هذه المعاهدة طويلاً، حيث خرق العثمانيون هذه المعاهدة باجتياحهم للعريش في30 ديسمبر من العام نفسه.
وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والعثماني تم التوقيع علي معاهدة العريش في 24 يناير 1800 وقعها عن الجانب العثماني مصطفي رشيد أفندي الدفتردار، ومصطفي راسخ أفندي رئيس الكتاب نيابة عن الصدر الأعظم، وعن القائد العام للجيش الفرنسي كل من الجنرال ديزيه والمسيو بوسليجPoussielgue، ولم يوقع عليها أحد من الحكومة الإنجليزية.
وبذلك انتهت أحداث الحملة الفرنسية علي مصر وكانت سيناء خلالها مسرحا لأحداث ذلك الصراع الفرنسي العثماني في مصر. حيث تعرضت العريش للتدمير بمدافع القوات الفرنسية، كما قتل الكثير من أهلها نتيجة استبسالهم في الدفاع عن أرضهم، فكانوا بهذا الاستبسال مثار إعجاب القوات الفرنسية نفسها.
[عدل] تاريخ سيناء خلال القرن التاسع عشر
بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثا جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث، ولها اختصاصات وحدود إدارية، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي (كورنتينة) بالعريش. أما الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية.
وفي عام 1831 سير محمد علي جيشا بريا وآخر بحريا بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلي الشام، وقد تألف هذا الجيش من 24 ألفا من المشاة و 80 مدفعا، واتخذ الجيش البري طريق العريش، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء بهدف خدمة قواته، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد، كما حركة البريد إلي غزة، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبير العبد وبير المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة، كما وضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش.
وعند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه عربان السواركة والترابين فخربوا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار، فاضطر إبراهيم إلي قتالهم، ووقعت معركة بين قواته وقوات الترابين والسواركة في عند وادي غزة، فانهزمت قوات العربان وفروا إلي بئر السبع. وربما تكون الأسباب الحقيقية لتمرد هؤلاء العربان في سياسة محمد علي ذاتها، حيث كان يريد إخضاع هؤلاء القبائل لسلطته، حتى يوطد الأمن علي الطريق المؤدي إلي الشام، خاصة وأنهم كانوا دائمي السلب والنهب للقوافل والتجار الذين يرتادون هذا الطريق.
وفي عام 1834 جهز محمد علي قوة من عربان أولاد علي بقيادة أحمد المقرحي شيخ القبيلة، والشيخ هنداوي شيخ قبيلة الجميعات لوضع حد لعصيان عربان غزة، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان غزة، ونهبت بيوتهم وماشيتهم، وقد منح محمد علي كل فرد من القبائل التي شاركت في الحملة 500 قرش مكافأة له علي هذا النصر الحاسم علي عربان غزة.
وعلي أية حال، فقد كانت طموحات محمد علي خاصة بعد الانتصارات التي حققها إبراهيم باشا علي الجيوش العثمانية في شمال الشام وآسيا الصغري، سببا في إثارة ما سمي بالمسألة الشرقية، وعقدت الدول الأربع وهي بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدولة العثمانية مؤتمرا في لندن في 15 يوليو 1840 تعهدت بمقتضاه الدول الأربع بمساعدة السلطان علي إخضاع محمد علي، وبموجب هذه المعاهدة يمنح محمد علي ولاية مصر وعكا طيلة حياته، وأن يكون لمصر حق الاستقلال الداخلي بقيود تربطها بالدولة العثمانية كالجزية وعدم تمثيل مصر في الخارج، وتحديد عدد الجيش إلي غير ذلك، ومنح محمد علي مهلة للموافقة علي المعاهدة، ولم يكن أمامه بد من التسليم بها، خاصة بعد أن تخلت عنه فرنسا، ثم أرسل السلطان إلي محمد علي فرماناً في 13 فبراير 1841 تقرر فيه إعطاؤه وأسرته حكومة مصر وراثية علي أن يختار الباب العالي نفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي الذكور، ومن ثم صار إعطاء مصر وتقرير الحكم الوراثي بهذا الشكل منحة من السلطان العثماني.
وبموجب معاهدة لندن 1840 وفرمان 1841 باتت دولة محمد علي محصورة داخل حدود مصر التي حددها الفرمان من رفح حتى الوجه علي الساحل الشرقي للبحر الأحمر وفقا للخريطة مرفقة به والتي لم يعثر عليها حتى الآن، كما أعطي الفرمان لمحمد علي بعض النقاط الإستراتيجية علي الساحل الشرقي لخليج العقبة وهي، العقبة وضبا والمويلح الوجه.
وخلال فترة حكم عباس الأول (1848 – 1854) لاقت سيناء منه اهتماما من نوع جديد، حيث كان ينوي أن يجعلها مصيفا ومزارا سياحيا، فبني بالقرب من الطور حماما كبريتياً، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلي قمة جبل موسى لجذب السياحة إلي المنطقة المقدسة، وشرع في بناء قصر علي جبل " طلعة " غربي جبل موسى، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلي القصر، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها. وفي فترة حكم خلفه محمد سعيد (1854 - 1863) أقام في سيناء نقطة للحجر الصحي في الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج.
وخلال فترة حكم إسماعيل (1863 – 1879) حدثت عدة أحداث متصلة بسيناء، منها زيارات العديد من الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البرفيسور بالمر Palmer حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء. لكن كان أهم تلك الأحداث التي أثرت علي سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التي كان لإنشائها آثارا هامة علي مجتمع سيناء كما سنري في الفصول القادمة. وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحي المهم أن أنشأت عددا من المدن علي ضفتي القناة، فقد أنشئت الإسماعيلية في منتصف القناة تقريبا، كما أنشأت مدينة جديدة علي طريق العريش، وهي مدينة القنطرة.
لقد كانت سيناء تمثل منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لمصر، فقد دخل من خلالها الغزاة إلي مصر، كما كانت مسرحاً لمعارك كبري كتلك التي حدثت بين الصليبيين والأيوبيين، وبين الفرنسيين والعثمانيين، لكن علي أي الأحوال لم يكن سكان سيناء طرفاً في تلك الصراعات. كما لاحظنا أن موقف سكان سيناء من محمد علي كان موقفا معاديا، نظرا لاستخدامه أسلوب الشدة والقوة العسكرية ضد أي تمرد أو عصيان لأوامره. كما أن عمليات الإصلاح أو التجديد في منشآت ومباني شبه جزيرة سيناء طوال تلك الفترة لم تكن إلا لأغراض استراتيجية وعسكرية بحتة.
صور للمعالم السياحيه والطبيعيه
بمحافظه جنوب سيناء
من محافظات مصر وإحدى المحافظتين اللتين تقتسمان مساحة شبه جزيرة سيناء. عاصمتها مدينة الطور. وتتكون المحافظة من 5 مراكز إدارية كما يصل إجمالى مدن المحافظة إلى 8 مدن و8 وحدات محلية قروية و81 تجمع بدوى. ومراكزها هي: |
معلومات عن سيناء " أرض الفيروز "
تاريخها حافل بالأمجاد والبطولات
فعلى رمالها دارت أشهر المعارك
وعبر دروبها خمسة عشر جيشا
من كل أمم الأرض.
اسمها كناية عن القمر
حين أطلق عليها القدماء اسم الإله "سين"
ومن الفيروز أخذت صفتها
وشُقت فيها قناة السويس
أهم ممر مائي في العالم.
تاريخ حافل بالمجد
تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث؛ فهي البوابة الشرقية لمصر، وبها طريق حورس الذي يمتد من قناة السويس غربا حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقا، ومنه دخل الهكسوس إلى مصر، ومنه خرج أحمس ليطاردهم، وعبره خرج ملوك مصر القديمة للسيطرة على أرض كنعان وسوريا حتى بلاد ما بين النهرين، وجاء منه إلى مصر الأشوريون، والفرس، والإغريق، والرومان، والفتح الإسلامي، والتتار والصليبيون وغيرهم.
سيناء أرض الأنبياء والديانات ، بدءا من الخليل إبراهيم -عليه السلام- الذي عبرها، وموسى -عليه السلام- الذي أقام بها مع شعب بني إسرائيل فترة من الزمن، و"العائلة المقدسة" التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.
جولة داخل مدينة سيناء
شرم الشيخ:
يقع منتجع شرم الشيخ على خليج العقبة على البحر الأحمر، وحصلت هذه المدينة على جائزة مدن السلام لعام 2000-2001 التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
دهب:
تقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال غرب شرم الشيخ، وتعتبر واحدة من أجمل بقع سيناء، وقيل إنها سميت بهذا الاسم نظرا لأن البدو يشبهون رمالها المتلألئة تحت ضوء الشمس بالذهب، وتشتهر بشواطئها الذهبية ومواقعها الصالحة للغوص مثل "بلو هول Blue Hole"، و"كانيون "Canyon، و"لايت هاوس Lighthouse".
العريش:
تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 214 ميلا شرق القاهرة، وبها متحف سيناء الذي يعرض أشياء عن حياة البدو. والعريش منذ أقدم العصور ميناء مصري مهم ومركز إستراتيجي للجيش المصري خلال عصر الدولة الفرعونية الحديث، ومن أهم معالمها قلعة العريش، التي بقي منها الآن سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار.
جبل موسى:
توجد في أعلى قمته كنيسة صغيرة ومسجد، ويحرص السائحون على تسلق الجبل عقب منتصف الليل ليصلوا إلى قمته قبيل شروق الشمس. وعلى الرغم من مشقة الرحلة وصعوبة التسلق فإن منظر الشروق في تلك البقعة متعة كبيرة؛ حيث تبدو قمم الجبال المحيطة وكأنها قد اكتست بلون أحمر مع بزوغ الشمس، ويرتفع هذا الجبل 2.285 مترا، ويعتقد أن هذا الجبل هو الذي كلم الله -سبحانه وتعالى- عنده نبيه موسى عليه السلام.
سانت كاترين:
تعتبر منطقة جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى إحدى أهم مناطق الجذب للرهبان النصارى ، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس في أودية سيناء، وأشهر ما بقي منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.
يقع الدير أسفل جبل سيناء، ويحيط به سور عظيم بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحيانا إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز. ويشبه بناء الدير حصون القرون الوسطى، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي.
طابا:
مدينة حدودية، تغلف الجبال منتجعاتها السياحية. ويعد شريط طابا الساحلي من أكثر السواحل جمالا على مستوى شبة الجزيرة، ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة. ومن طابا يمكن أن تصل إلى جزيرة الفراعنة التي من أجمل مناظرها حصن صلاح الدين.
نويبع:
تقع على بعد 85 كيلومترا شمال دهب بين خليج العقبة والجبال العالية. وقد لعبت نويبع دورا مهما في رحلات الحج إلى مكة المكرمة، وتحتضن معظم البحر، وبها أماكن عديدة لممارسة رياضات الصحراء، وركوب الجمال ورحلات السفاري والغوص.
أهم المحميات الطبيعية
محمية نبق:
تقع على بعد 35 كيلومترا من شرم الشيخ، في المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادي أم عدوي في جنوب سيناء، وتتميز بتنوع فريد يجمع بين البيئة الجبلية والبيئة الصحراوية بكثبانها الرملية عند وادي كيد، وبها أنواع مهمة من الحيوانات والطيور، كما تضم أرضها نحو 134 نوعا من النباتات منها نحو 86 نوعا على الأقل اندثرت تماما في الأماكن الأخرى.
محمية أبو جالوم:
وتقع على خليج العقبة بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة تسمى وادي الرساسة. وتتميز هذه المنطقة بأنها عبارة عن نظام بيئي متكامل يجمع بين البيئة الصحراوية والجبلية، بالإضافة إلى وجود مجموعة من الوديان بجانب البيئة البحرية الغنية بنوعيات نادرة من الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، كما توجد بالمحمية حياة برية غنية تضم الغزلان والتياتل.
محمية رأس محمد:
تقع هذه المحمية
عند التقاء خليج السويس بخليج العقبة
وتشكل الحافة الشرقية للمحمية حائطا صخريا
مع مياه الخليج
الذي توجد به الشعاب المرجانية.
وتوجد بها قناة المانجروف
التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد
وجزيرة البعيرة.
وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد
من كافة جوانبها البحرية
وتشكل تكوينا فريدا
ويوجد عدد من الكهوف المائية أسفل الجزيرة وتنتشر بالجزيرة الأسماك الملونة
والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض
والأحياء المائية النادرة.
والجزيرة بمثابة موطن للعديد من الطيور والحيوانات النادرة
كالوعل النوبي بالمناطق الجبلية
وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات. ويتبع المحمية جزيرتا تيران - وصنافير.
محمية طابا:
تقع في جنوب سيناء، وتتميز بالتكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية
التي يصل عمرها إلى حوالي 5000 سنة. وتتميز أيضا بالحياة البرية النادرة
والمناظر الطبيعية البديعة
وتتميز وديانها بالحياة البرية
فتوجد بها الغزلان والطيور الكبيرة كطائر الحبارى. وتحتوي الوديان على مجتمعات نباتية مهمة مثل أشجار الطلح
وتم تجميع 72 نوعا من النباتات في وادي وتير منها البعيثران والرتم والرمث.
وتوجد بطابا مجموعة من الهضاب يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1000 متر
بالإضافة إلى وجود مجموعة عيون من المياه العذبة، مثل عين حضرة بوادي غزالة
وعين أم أحمد بوادي الصوانا
وعين فورتاجا بوادي وتير.
محمية الزرانيق وسبخة البردويل
بمحافظة شمال سيناء:
تعتبر محمية الزرانيق الطبيعية
وسبخة البردويل
إحدى المحطات الرئيسية
لهجرة الطيور في العالم
حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة
من أوربا وآسيا خلال الخريف
في رحلتها إلى أفريقيا
وتقيم بعض الطيور في المنطقة
بصفة دائمة وتتكاثر فيها
وتم تسجيل أكثر من 270 نوعا من الطيور
في المحمية تمثل 14 فصيلة
أهمها:
البجع والبشاروش والبلشون وأبو قردان.
منطقة الأحراش الساحلية برفح
بمحافظة شمال سيناء
تتميز المحمية بمناطق الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 60 مترا عن سطح البحر، وتغطيها كثافة عالية من أشجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب، وهو ما يجعلها موردا للمراعي والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية.
محمية سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء:
تتميز المنطقة باحتوائها
على أعلى قمم جبلية في مصر
وتحتوي المحمية على العديد من
الأحياء النباتية والحيوانية
ويوجد بها حوالي 27 نوعا من الزواحف النادرة مثل: ثعبان الطريشة والضب
وتحتوي المنطقة على 22 من 28 نوعا
من الفصائل النباتية النادرة
مثل:
السمو والحبك والقيصوم والزعتر
وغيرها من النباتات الطبية
والنباتات السامة
محطة سيلافيلد للطاقة النووية في بريطانيا..
أكد تقرير لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن الطاقة النووية تساهم بنسبة كبيرة في تخفيض مستوى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض. ودعا التقرير إلى أخذها في الاعتبار في إطار الوسائل التي ينص عليها بروتوكول كيوتو.
وقال التقرير إن تحليلا شاملا لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة ارتفاع حرارة الأرض من مختلف محطات توليد الكهرباء يضع الطاقة النووية بين الأقل إنتاجا للكربون.
وأضافت الوكالة في تقريرها أنه لو تم التخلي عن المفاعلات النووية في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لصالح محطات حرارية تقليدية لإنتاج الكهرباء لارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون المنتجة من محطات توليد الكهرباء حاليا بنحو 30%.
وقالت إن هذا يشكل كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون سنويا بمعدل 1200 مليون طن أو 10% من إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
ويطالب بروتوكول كيوتو 39 دولة غربية وأوروبية شرقية بخفض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض بنسبة 5.2% بحلول عام 2008 إلى 2012 مقارنة بما كانت تنتجه عام 1990.
ولتسهيل مهمة هذه الدول, ينص البروتوكول على "آليات مرونة" تتيح خصوصا للدول الغنية تمويل تكنولوجيات نظيفة في الدول الشيوعية السابقة أو في العالم الثالث والحصول على إعفاءات.
وذكر تقرير وكالة الطاقة النووية أن بروتوكول كيوتو لا يمنع الاستفادة من منافع الطاقة النووية لخفض مستويات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وأضاف أنه على المدى البعيد وبعد الفترة الأولى (2008-2012) يمكن أن تساهم الطاقة النووية في خفض مستويات الغازات الضارة, نظرا للوقت اللازم لبناء المحطات النووية.
وصدقت على بروتوكول كيوتو دول الاتحاد الأوروبي الخمس عشرة واليابان. وهذه الدول مسؤولة عن 36% من انبعاثات الغازات الضارة. ويحتاج البروتوكول لتصديق دول مسؤولة عن إصدار 55% على الأقل من تلك الغازات حتى يصبح فاعلا. ورفضت الولايات المتحدة التي كانت تنتج لوحدها 36.1% من تلك الغازات عام 1990 الانضمام إلى البروتوكول.
الطاقة النووية هي الحل الوحيد المتاح لأزمة الطاقة
في النصف المقبل من القرن ستكون هناك زيادة متوقعة لسكان العالم من ستة بلايين الى عشرة بلايين نسمة . واذا استخدم الـ 10 بلايين شخص في المتوسط الثلث فقط من كمية الطاقة المستخدمة حاليا لكل فرد في الولايات المتحدة عندئذ سوف يتضاعف الاستخدام العالمى من الطاقة الى ثلاثة اضعاف وسوف نواجه احتمالات تفجر العداوات الدولية على امدادات النفط والغاز النادرة والكوارث المحتملة من سخونة الجو عالميا بسبب عوادم ثاني اكسيد الكربون الناجم عن المحروقات المستخرجة من باطن الارض .
ونأمل في الا يحدث أى من ذلك اذ ربما نجد امدادات وقود مستخرجة من باطن الارض رخيصة وغير محدودة وربما لاتحدث السخونة العالمية . لكن هل يجب علينا الركون والانتظار لمشاهدة ما سيحدث أم هل يجب علينا اتخاذ الاجراءات التى من شأنها منع أو تخفيف الكوارث المتوقعة؟
وتحسبا من وقوع ازمات طاقة مستقبلية ثمة حل واحد فقط متاح فلن تستطيع الطاقة الشمسية ولاقوة الرياح تلبية الاحتياجات الكبيرة والمتجددة من الطاقة حيث يتطلب مصنع للطاقة الشمسية او الرياح يأتى بناتج مماثل لمنجم فحم صغير أو مصنع نووي حوالى مائة ميل من الارض مما يؤدى الى مشاكل بيئية ونفقات باهظة ومن المأمول فيه ان يتم تطوير صهر المعادن في العقود القليلة القادمة لكن لا يمكن التعويل على او الاكتفاء بذلك اذ ربما بعض المصادر الجديدة مثل الصهر البارد قد يتم تطويره لكن للمرة الثانية لايمكن التعويل على ذلك والحل الوحيد المتاح امام مشاكل الطاقة المتوقعة هو التوسع على مستوى العالم في الطاقة النووية التى يمكن ان توفر تقريبا امدادات غير محدودة من الطاقة ولا تبعث اى ملوثات جوية .
ومع ارتفاع نفقات المحروقات المستخرجة من باطن الارض فان الطاقة النووية ستكون مصدر الطاقة الاكثر نفعا من الناحية الاقتصادية اذ في الواقع وعلى ضوء النفقة المتزايدة للغاز الطبيعي اليوم فان مصنعا نوويا اميركيا جديدا يمكن ان يكون بديلا منافسا هنا كما هو في الخارج لكن في هذه الدولة فان المعوقات القانونية والبيروقراطية غير المطلوبة يمكن ان تحول دون بناء مصنع نووى جديد من الناحية الاقتصادية حيث تبنى الشركات الاميركية المصانع النووية في الخارج في اربع سنوات بينما تأخذ من 10 الى 20 سنة لبناء مثل هذا المصنع هنا مع تضاعف النفقات الى اربع اضعاف صحيح ان الحكومة غيرت اجراءاتها بخصوص التراخيص لازالة التأخيرات غير المطلوبة لكن النظام الجديد لم ير النور بعد .
والجمهور متخوف من الطاقة النووية من خلال الخطاب المعادى لكل ما هو نووى ولكنه لم يحصل على وجهات نظر معبرة . فليس هناك فرد واحد في المجتمع وقع عليه ضرر عن طريق مصانع الطاقة النووية السلمية أو من خلال النفايات النووية أو من خلال نقلها حيث تلبى المعايير الاميركية والغربية ان تشيرنوبيل غير مسموح به هنا والروس يطبقون معايير السلامة الغربية على مواقعهم وعلى غرار كل المساعى البشرية فان الطاقة النووية لها اخطارها ولكن في اطار المعايير الغربية ستكون هذه المخاطر قليلة اذا ما قورنت بانفجارات وعوادم المحروقات المستخرجة من باطن الارض.
ان المشاكل الرئيسية للطاقة النووية ليست فنية بل هى سياسية فقد تم من الناحية السياسية عرقلة المستودع المقترح من قبل كاليفورينا ذات المستوى المنخفض من النفايات النووية والمعروف باسم وورد فالى الذى تمت دراسته والموافقة عليه من قبل اكاديمية العلوم الوطنية محل التقدير ومن قبل ولاية كاليفورنيا والمنظمات الفيدرالية وبنفس الشكل فان مستودع يوكا ماونتين ذات النفايات عالية المستوى في نيفادا تم تأخيره لعدة سنوات من قبل الجماعات المعادية لمعامل الطاقة النووية والتى عرقلت البدء في عملية الفحص وليست هناك مشاكل فنية رئيسية يمكن ان تمنع اقامة مستودع آمن للنفايات النووية في اي من هذه المنشآت وفي الحقيقة ان الاعتراض الاخير للرئيس كلينتون على مشروع قرار الكونغرس بالسماح بأن يتمركز المستودع فوق الارض في يوكاما ونتين في الوقت الذى اكتمل فيه تقريبا مصنع المستودع تحت الارض هو عمل سياسي بشكل واضح والذى قد يؤدي بشكل غير ضرورى الى اقامة العديد من منشآت التخزين فوق الارض بشكل اكثر تكلفة.
ان الطاقة النووية قد تعد شيئا حيويا بالنسبة للولايات المتحدة ورفاهية العالم مستقبلا وحتى لو لم تحدث الكوارث المتوقعة من المحروقات المستخرجة من باطن الارض فان الطاقة النووية ستكون مفيدة لنا . حيث سيمنع استخدامها الوفيات التى تحدث حاليا بسبب استنشاق عوادم المحروقات المستخرجة من باطن الارض . كما ستزيد المتاح من المحروقات المستخرجة من باطن الارض لصالح حاجات خاصة نحن قلقون من النفايات النووية التى قد تضيع علينا 10 الاف سنة لكن بدون الطاقة النووية كيف ستكون المحروقات المستخرجة من باطن الارض متوفرة في القرن المقبل ؟
على حكومتنا ان تزيل المعوقات غير الضرورية امام الطاقة النووية فيجب عليها ان تسرع في تطوير مستودعات النفايات وربما يكون الاكثر أهمية انها يجب ان تظهر حالا ان نظامنا في الترخيص هو حاليا يضاهى الانظمة المماثلة الموجودة في الخارج ، وانه ايضا بامكاننا في الولايات المتحدة ان نبنى مصانع طاقة نووية بشكل اقتصادى وبطريقة وتوقيت مناسب . وبالاخذ بعين الاعتبار للقضايا القضائية المتوقعة ضد المصانع النووية فما هو المشروع الخاص الذى سيمكنه ان يخاطر ببلايين الدولارات لاختبار نظام الترخيص الجديد دون ظهوره يعمل؟
دعنا نأمل بأننا لن نفقد قدرتنا في الطاقة النووية كما يحدث حاليا . وفي الحقيقة دعنا نأمل بأنه في المستقبل عندما تغدو الحاجة ملحة فاننا سنكون قادرين على تلبية احتياجاتنا من الطاقة دون ان نضطر الى استيراد مصانع نووية من الخارج .
توفير الطاقة للدول الغير المنتجة للبترول
نظرا للمجالات الاقتصادية آو منع تلوث البيئة في كوريا التي لا يوجد فيه مصدر البترول فان الطاقة النووية مصدر الطاقة المهم بحيث تسمي بالطاقة الثالثة. لدلك فلن المحطات النووية يجب آن يتم بناءه بدون أي خطا في التصميم آو البناء و التسيير.
فتحت شركة الإنشاءات هيون داي عصر الطاقة النووية من خلال بناء محطة نووية كورية 1 لأول مرة في السبعينات, و في عام 1979 تلقت الاعتراف بمقدرة و تكنولوجيا في مجال الطاقة النووية من المؤسسة الهندسية الأمريكية ASEM ذات الثقة العالية.
ووصلت شركة الإنشاءات هيون داي آلي درجة الاعتماد الذاتي 100 بالمائة في تكنولوجيا التشييد للمحطات النووية من خلال بناء محطتين نوويتين يونق كانق 4,3 و تقود بناء المحطات النووية الكورية KEDO التي يجري ألان بنائها في كوريا الشمالية.
التفاعلات النووية
تمثل التفاعلات النووية ، ( عدا استخداماتها الحربية في انتاج القنابل النووية ) احدى مصادر الطاقة المهمة في التزود بالطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية ، وكما هو معروف يستخدم في هذه المفاعلات عناصر أصبحت نادرة وباهظة الثمن مثل اليورانيوم وفي طريقها ( مثلها مثل أي عنصر آخر ) إلى النضوب ، إلا أن مركبات اليورانيوم مثل فلوريد اليورانيوم موجودة ويتطلب لاستخدامها فصل اليورانيوم عن الفلوريد ، والطرق المعروفة حالياً باهظة الثمن والتكاليف .
والليزر بقدرته الهائلة والسيطرة على اختيار تردده أو طوله الموجي يعطي فتحاً جديداً في مجال العلوم النووية لفصل النظائر المشعة ، والأبحاث في أكثر من مختبر في العالم سارية بكل جدية في فصل الفلوريد عن اليورانيوم ، وكذلك في التفاعلات الاندماجية النووية الذرية Fusion ، وفي مجالات أخرى لفا تقل أهمية ، ولشدة قدرة الليزر يستخدم اليوم في البدء بالتفاعلات النووية المتسلسلة ، وبذلك تقصف النوويات من عدة اتجاهات بعدد من أجهزة الليزر الفائقة القدرة ، ويتم اندماج ذرتان خفيفتان مع بعضهما لتكوين ذرة واحدة ثقيلة . ولكن كتلتها لا تساوي المجموع الجبري لكتلتي الذرتين المندمجتين - حيث يبقى باقي في الكتلة يتحول إلى طاقة ذرية أن تؤدي إلى انفجار كبير . . أو تحويلها إلى الأنواع الأخرى من الطاقة للاستعمالات السلمية مثل الطاقة الكهربائية أو الطاقة الحرارية .
الخاتمة في الطاقة النووية
التلوث طال مصادر المياه، اشعاعات اسرائيل النووية تهدد شمال الاردن..!
كشف عالم اردني وجود مخاطر حقيقية من الاشعاعات النووية الاسرائيلية وتشكل خطراً كبيراً على مناطق شمال الاردن اكثر من مناطقه الجنوبية على عكس ما كان يعتقد سابقاً. واشار العالم في تصريحات خاصة لـ «البيان» الى وجود تلوث اشعاعي في مصادر مياه شمال الاردن مع وجود محاولات لاخفاء المشكلة.
واوضح عالم الامراض السرطانية الاردني ان مناطق شمال الاردن تتعرض لنفخ غازات واشعاعات نووية اسرائيلية، كاشفاً عن ان مفاعل ديمونة الاسرائيلي يمثل خطراً في الوقت الحالي لأنه مولد للمواد الاولية النووية، وأن تصنيع القنابل النووية يتم في مناطق طبريا المحاذية للحدود الغربية الاردنية.
وقال في حديث لـ «البيان» ان مناطق شمال الاردن تعاني من كميات اشعاع نووي كبيرة واكثر من الحدود الطبيعية، مؤكداً ان محطات الرصد الاردنية سجلت اشعاعات بنسب اكبر من النسب الطبيعية، مركزاً على اكتشاف نسب مرتفعة من اليود المشع بخاصة.
واضاف اننا لا نستطيع تحديد اية امراض سرطانية ناتجة عن الاشعاعات النووية، موضحاً ان من الامراض الناتجةعن تلك الاشعاعات اللوكيميا والغدة الدرقية وتغيرات نخاع العظم ولا توجد اية دراسات اردنية تحصر الحالات السرطانية في مناطق معينة.
واشار العالم الاردني الذي رفض كشف اسمه الى ان هناك محاولات لاخفاء المشكلة، محذراً من ان مصادر مياه في شمال الاردن ملوثة بالاشعاع النووي مصدره تصنيع السلاح النووي الاسرائيلي في شمال فلسطين المحاذية للحدود الاردنية والسورية.
من جانبه قال الدكتور درير محاسنة الذي شارك في المفاوضات مع اسرائيل ان مفاعل ديمونة يشكل خطراً بيئياً كبيراً ليس على جنوب الاردن بل على جميع المناطق الاردنية وفلسطين ومصر والسعودية.
وقال ان اتفاقية البيئة الاردنية الاسرائيلية تمنع أياً من الجانبين تخزين نفايات نووية في المناطق الحدودية او ان يتم اي اجراء في هذا الشأن باتفاق الاطراف المعنية.
وحول مخاطر دفن النفايات النووية في منطقة وادي عربة، قال الدكتور محاسنة انه لا يعتقد ان تقوم اسرائيل بدفن نفاياتها النووية في منطقة وادي عربة التي تشكل حوضاً مائياً ضخماً يصل الى سيناء.
من جانبه يقول الدكتور سفيان التلي الخبير الدولي في البيئة ان وضع مفاعل ديمونة خطر جداً محذراً ان اشعاعات نووية قد تتسرب منه لأنه اصيب بالاهتراء بعد ما يزيد على 30 عاماً من انشائه. وقال ان صوراً التقطت للمفاعل والحاويات النووية بينت ان تلك الحاويات غير سليمة.
واشار الى ان مخاطر المفاعل تتزايد بسبب تعرض منطقة وادي الاردن لهزات ارضية دائمة، واذا ما تعرضت المنطقة لزلزال كبير فلا يوجد ما يمنع تسرب الاشعاعات النووية لكامل المنطقة وان الاردن سيكون الاكثر تضرراً، مذكراً بحادث تشيرنوبل الروسي الذي استمرت اثاره طويلاً.
ورفض الدكتور التلي النفي الاردني بعدم وجود حالات سرطانية اكثر من المعتاد بسبب اشعاعات ديمونة، او بعدم وجود تسرب اشعاعي في ظل عدم توفر محطات رصد متقدمة، داعياً الى ضرورة رقابة دولية على هذا المفاعل الذي بالتأكيد من اكبر المخاطر التي تهدد المنطقة.
أكد تقرير لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن الطاقة النووية تساهم بنسبة كبيرة في تخفيض مستوى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض. ودعا التقرير إلى أخذها في الاعتبار في إطار الوسائل التي ينص عليها بروتوكول كيوتو.
وقال التقرير إن تحليلا شاملا لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة ارتفاع حرارة الأرض من مختلف محطات توليد الكهرباء يضع الطاقة النووية بين الأقل إنتاجا للكربون.
وأضافت الوكالة في تقريرها أنه لو تم التخلي عن المفاعلات النووية في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لصالح محطات حرارية تقليدية لإنتاج الكهرباء لارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون المنتجة من محطات توليد الكهرباء حاليا بنحو 30%.
وقالت إن هذا يشكل كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون سنويا بمعدل 1200 مليون طن أو 10% من إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
ويطالب بروتوكول كيوتو 39 دولة غربية وأوروبية شرقية بخفض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض بنسبة 5.2% بحلول عام 2008 إلى 2012 مقارنة بما كانت تنتجه عام 1990.
ولتسهيل مهمة هذه الدول, ينص البروتوكول على "آليات مرونة" تتيح خصوصا للدول الغنية تمويل تكنولوجيات نظيفة في الدول الشيوعية السابقة أو في العالم الثالث والحصول على إعفاءات.
وذكر تقرير وكالة الطاقة النووية أن بروتوكول كيوتو لا يمنع الاستفادة من منافع الطاقة النووية لخفض مستويات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وأضاف أنه على المدى البعيد وبعد الفترة الأولى (2008-2012) يمكن أن تساهم الطاقة النووية في خفض مستويات الغازات الضارة, نظرا للوقت اللازم لبناء المحطات النووية.
وصدقت على بروتوكول كيوتو دول الاتحاد الأوروبي الخمس عشرة واليابان. وهذه الدول مسؤولة عن 36% من انبعاثات الغازات الضارة. ويحتاج البروتوكول لتصديق دول مسؤولة عن إصدار 55% على الأقل من تلك الغازات حتى يصبح فاعلا. ورفضت الولايات المتحدة التي كانت تنتج لوحدها 36.1% من تلك الغازات عام 1990 الانضمام إلى البروتوكول.
الطاقة النووية هي الحل الوحيد المتاح لأزمة الطاقة
في النصف المقبل من القرن ستكون هناك زيادة متوقعة لسكان العالم من ستة بلايين الى عشرة بلايين نسمة . واذا استخدم الـ 10 بلايين شخص في المتوسط الثلث فقط من كمية الطاقة المستخدمة حاليا لكل فرد في الولايات المتحدة عندئذ سوف يتضاعف الاستخدام العالمى من الطاقة الى ثلاثة اضعاف وسوف نواجه احتمالات تفجر العداوات الدولية على امدادات النفط والغاز النادرة والكوارث المحتملة من سخونة الجو عالميا بسبب عوادم ثاني اكسيد الكربون الناجم عن المحروقات المستخرجة من باطن الارض .
ونأمل في الا يحدث أى من ذلك اذ ربما نجد امدادات وقود مستخرجة من باطن الارض رخيصة وغير محدودة وربما لاتحدث السخونة العالمية . لكن هل يجب علينا الركون والانتظار لمشاهدة ما سيحدث أم هل يجب علينا اتخاذ الاجراءات التى من شأنها منع أو تخفيف الكوارث المتوقعة؟
وتحسبا من وقوع ازمات طاقة مستقبلية ثمة حل واحد فقط متاح فلن تستطيع الطاقة الشمسية ولاقوة الرياح تلبية الاحتياجات الكبيرة والمتجددة من الطاقة حيث يتطلب مصنع للطاقة الشمسية او الرياح يأتى بناتج مماثل لمنجم فحم صغير أو مصنع نووي حوالى مائة ميل من الارض مما يؤدى الى مشاكل بيئية ونفقات باهظة ومن المأمول فيه ان يتم تطوير صهر المعادن في العقود القليلة القادمة لكن لا يمكن التعويل على او الاكتفاء بذلك اذ ربما بعض المصادر الجديدة مثل الصهر البارد قد يتم تطويره لكن للمرة الثانية لايمكن التعويل على ذلك والحل الوحيد المتاح امام مشاكل الطاقة المتوقعة هو التوسع على مستوى العالم في الطاقة النووية التى يمكن ان توفر تقريبا امدادات غير محدودة من الطاقة ولا تبعث اى ملوثات جوية .
ومع ارتفاع نفقات المحروقات المستخرجة من باطن الارض فان الطاقة النووية ستكون مصدر الطاقة الاكثر نفعا من الناحية الاقتصادية اذ في الواقع وعلى ضوء النفقة المتزايدة للغاز الطبيعي اليوم فان مصنعا نوويا اميركيا جديدا يمكن ان يكون بديلا منافسا هنا كما هو في الخارج لكن في هذه الدولة فان المعوقات القانونية والبيروقراطية غير المطلوبة يمكن ان تحول دون بناء مصنع نووى جديد من الناحية الاقتصادية حيث تبنى الشركات الاميركية المصانع النووية في الخارج في اربع سنوات بينما تأخذ من 10 الى 20 سنة لبناء مثل هذا المصنع هنا مع تضاعف النفقات الى اربع اضعاف صحيح ان الحكومة غيرت اجراءاتها بخصوص التراخيص لازالة التأخيرات غير المطلوبة لكن النظام الجديد لم ير النور بعد .
والجمهور متخوف من الطاقة النووية من خلال الخطاب المعادى لكل ما هو نووى ولكنه لم يحصل على وجهات نظر معبرة . فليس هناك فرد واحد في المجتمع وقع عليه ضرر عن طريق مصانع الطاقة النووية السلمية أو من خلال النفايات النووية أو من خلال نقلها حيث تلبى المعايير الاميركية والغربية ان تشيرنوبيل غير مسموح به هنا والروس يطبقون معايير السلامة الغربية على مواقعهم وعلى غرار كل المساعى البشرية فان الطاقة النووية لها اخطارها ولكن في اطار المعايير الغربية ستكون هذه المخاطر قليلة اذا ما قورنت بانفجارات وعوادم المحروقات المستخرجة من باطن الارض.
ان المشاكل الرئيسية للطاقة النووية ليست فنية بل هى سياسية فقد تم من الناحية السياسية عرقلة المستودع المقترح من قبل كاليفورينا ذات المستوى المنخفض من النفايات النووية والمعروف باسم وورد فالى الذى تمت دراسته والموافقة عليه من قبل اكاديمية العلوم الوطنية محل التقدير ومن قبل ولاية كاليفورنيا والمنظمات الفيدرالية وبنفس الشكل فان مستودع يوكا ماونتين ذات النفايات عالية المستوى في نيفادا تم تأخيره لعدة سنوات من قبل الجماعات المعادية لمعامل الطاقة النووية والتى عرقلت البدء في عملية الفحص وليست هناك مشاكل فنية رئيسية يمكن ان تمنع اقامة مستودع آمن للنفايات النووية في اي من هذه المنشآت وفي الحقيقة ان الاعتراض الاخير للرئيس كلينتون على مشروع قرار الكونغرس بالسماح بأن يتمركز المستودع فوق الارض في يوكاما ونتين في الوقت الذى اكتمل فيه تقريبا مصنع المستودع تحت الارض هو عمل سياسي بشكل واضح والذى قد يؤدي بشكل غير ضرورى الى اقامة العديد من منشآت التخزين فوق الارض بشكل اكثر تكلفة.
ان الطاقة النووية قد تعد شيئا حيويا بالنسبة للولايات المتحدة ورفاهية العالم مستقبلا وحتى لو لم تحدث الكوارث المتوقعة من المحروقات المستخرجة من باطن الارض فان الطاقة النووية ستكون مفيدة لنا . حيث سيمنع استخدامها الوفيات التى تحدث حاليا بسبب استنشاق عوادم المحروقات المستخرجة من باطن الارض . كما ستزيد المتاح من المحروقات المستخرجة من باطن الارض لصالح حاجات خاصة نحن قلقون من النفايات النووية التى قد تضيع علينا 10 الاف سنة لكن بدون الطاقة النووية كيف ستكون المحروقات المستخرجة من باطن الارض متوفرة في القرن المقبل ؟
على حكومتنا ان تزيل المعوقات غير الضرورية امام الطاقة النووية فيجب عليها ان تسرع في تطوير مستودعات النفايات وربما يكون الاكثر أهمية انها يجب ان تظهر حالا ان نظامنا في الترخيص هو حاليا يضاهى الانظمة المماثلة الموجودة في الخارج ، وانه ايضا بامكاننا في الولايات المتحدة ان نبنى مصانع طاقة نووية بشكل اقتصادى وبطريقة وتوقيت مناسب . وبالاخذ بعين الاعتبار للقضايا القضائية المتوقعة ضد المصانع النووية فما هو المشروع الخاص الذى سيمكنه ان يخاطر ببلايين الدولارات لاختبار نظام الترخيص الجديد دون ظهوره يعمل؟
دعنا نأمل بأننا لن نفقد قدرتنا في الطاقة النووية كما يحدث حاليا . وفي الحقيقة دعنا نأمل بأنه في المستقبل عندما تغدو الحاجة ملحة فاننا سنكون قادرين على تلبية احتياجاتنا من الطاقة دون ان نضطر الى استيراد مصانع نووية من الخارج .
توفير الطاقة للدول الغير المنتجة للبترول
نظرا للمجالات الاقتصادية آو منع تلوث البيئة في كوريا التي لا يوجد فيه مصدر البترول فان الطاقة النووية مصدر الطاقة المهم بحيث تسمي بالطاقة الثالثة. لدلك فلن المحطات النووية يجب آن يتم بناءه بدون أي خطا في التصميم آو البناء و التسيير.
فتحت شركة الإنشاءات هيون داي عصر الطاقة النووية من خلال بناء محطة نووية كورية 1 لأول مرة في السبعينات, و في عام 1979 تلقت الاعتراف بمقدرة و تكنولوجيا في مجال الطاقة النووية من المؤسسة الهندسية الأمريكية ASEM ذات الثقة العالية.
ووصلت شركة الإنشاءات هيون داي آلي درجة الاعتماد الذاتي 100 بالمائة في تكنولوجيا التشييد للمحطات النووية من خلال بناء محطتين نوويتين يونق كانق 4,3 و تقود بناء المحطات النووية الكورية KEDO التي يجري ألان بنائها في كوريا الشمالية.
التفاعلات النووية
تمثل التفاعلات النووية ، ( عدا استخداماتها الحربية في انتاج القنابل النووية ) احدى مصادر الطاقة المهمة في التزود بالطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية ، وكما هو معروف يستخدم في هذه المفاعلات عناصر أصبحت نادرة وباهظة الثمن مثل اليورانيوم وفي طريقها ( مثلها مثل أي عنصر آخر ) إلى النضوب ، إلا أن مركبات اليورانيوم مثل فلوريد اليورانيوم موجودة ويتطلب لاستخدامها فصل اليورانيوم عن الفلوريد ، والطرق المعروفة حالياً باهظة الثمن والتكاليف .
والليزر بقدرته الهائلة والسيطرة على اختيار تردده أو طوله الموجي يعطي فتحاً جديداً في مجال العلوم النووية لفصل النظائر المشعة ، والأبحاث في أكثر من مختبر في العالم سارية بكل جدية في فصل الفلوريد عن اليورانيوم ، وكذلك في التفاعلات الاندماجية النووية الذرية Fusion ، وفي مجالات أخرى لفا تقل أهمية ، ولشدة قدرة الليزر يستخدم اليوم في البدء بالتفاعلات النووية المتسلسلة ، وبذلك تقصف النوويات من عدة اتجاهات بعدد من أجهزة الليزر الفائقة القدرة ، ويتم اندماج ذرتان خفيفتان مع بعضهما لتكوين ذرة واحدة ثقيلة . ولكن كتلتها لا تساوي المجموع الجبري لكتلتي الذرتين المندمجتين - حيث يبقى باقي في الكتلة يتحول إلى طاقة ذرية أن تؤدي إلى انفجار كبير . . أو تحويلها إلى الأنواع الأخرى من الطاقة للاستعمالات السلمية مثل الطاقة الكهربائية أو الطاقة الحرارية .
الخاتمة في الطاقة النووية
التلوث طال مصادر المياه، اشعاعات اسرائيل النووية تهدد شمال الاردن..!
كشف عالم اردني وجود مخاطر حقيقية من الاشعاعات النووية الاسرائيلية وتشكل خطراً كبيراً على مناطق شمال الاردن اكثر من مناطقه الجنوبية على عكس ما كان يعتقد سابقاً. واشار العالم في تصريحات خاصة لـ «البيان» الى وجود تلوث اشعاعي في مصادر مياه شمال الاردن مع وجود محاولات لاخفاء المشكلة.
واوضح عالم الامراض السرطانية الاردني ان مناطق شمال الاردن تتعرض لنفخ غازات واشعاعات نووية اسرائيلية، كاشفاً عن ان مفاعل ديمونة الاسرائيلي يمثل خطراً في الوقت الحالي لأنه مولد للمواد الاولية النووية، وأن تصنيع القنابل النووية يتم في مناطق طبريا المحاذية للحدود الغربية الاردنية.
وقال في حديث لـ «البيان» ان مناطق شمال الاردن تعاني من كميات اشعاع نووي كبيرة واكثر من الحدود الطبيعية، مؤكداً ان محطات الرصد الاردنية سجلت اشعاعات بنسب اكبر من النسب الطبيعية، مركزاً على اكتشاف نسب مرتفعة من اليود المشع بخاصة.
واضاف اننا لا نستطيع تحديد اية امراض سرطانية ناتجة عن الاشعاعات النووية، موضحاً ان من الامراض الناتجةعن تلك الاشعاعات اللوكيميا والغدة الدرقية وتغيرات نخاع العظم ولا توجد اية دراسات اردنية تحصر الحالات السرطانية في مناطق معينة.
واشار العالم الاردني الذي رفض كشف اسمه الى ان هناك محاولات لاخفاء المشكلة، محذراً من ان مصادر مياه في شمال الاردن ملوثة بالاشعاع النووي مصدره تصنيع السلاح النووي الاسرائيلي في شمال فلسطين المحاذية للحدود الاردنية والسورية.
من جانبه قال الدكتور درير محاسنة الذي شارك في المفاوضات مع اسرائيل ان مفاعل ديمونة يشكل خطراً بيئياً كبيراً ليس على جنوب الاردن بل على جميع المناطق الاردنية وفلسطين ومصر والسعودية.
وقال ان اتفاقية البيئة الاردنية الاسرائيلية تمنع أياً من الجانبين تخزين نفايات نووية في المناطق الحدودية او ان يتم اي اجراء في هذا الشأن باتفاق الاطراف المعنية.
وحول مخاطر دفن النفايات النووية في منطقة وادي عربة، قال الدكتور محاسنة انه لا يعتقد ان تقوم اسرائيل بدفن نفاياتها النووية في منطقة وادي عربة التي تشكل حوضاً مائياً ضخماً يصل الى سيناء.
من جانبه يقول الدكتور سفيان التلي الخبير الدولي في البيئة ان وضع مفاعل ديمونة خطر جداً محذراً ان اشعاعات نووية قد تتسرب منه لأنه اصيب بالاهتراء بعد ما يزيد على 30 عاماً من انشائه. وقال ان صوراً التقطت للمفاعل والحاويات النووية بينت ان تلك الحاويات غير سليمة.
واشار الى ان مخاطر المفاعل تتزايد بسبب تعرض منطقة وادي الاردن لهزات ارضية دائمة، واذا ما تعرضت المنطقة لزلزال كبير فلا يوجد ما يمنع تسرب الاشعاعات النووية لكامل المنطقة وان الاردن سيكون الاكثر تضرراً، مذكراً بحادث تشيرنوبل الروسي الذي استمرت اثاره طويلاً.
ورفض الدكتور التلي النفي الاردني بعدم وجود حالات سرطانية اكثر من المعتاد بسبب اشعاعات ديمونة، او بعدم وجود تسرب اشعاعي في ظل عدم توفر محطات رصد متقدمة، داعياً الى ضرورة رقابة دولية على هذا المفاعل الذي بالتأكيد من اكبر المخاطر التي تهدد المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق